171

Fath Cala Abi Fath

الفتح على أبي الفتح

Penyiasat

عبد الكريم الدجيلي

Penerbit

دار الشؤون الثقافية العامة

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٩٨٧ م

Lokasi Penerbit

بغداد - العراق

Genre-genre

Sastera
Retorik
فجعلها تغيب في شعرها لكثرته، ولذلك أتى أبو الطيب بالجثل. وقوله: هل الولدُ المحبوب إلا تَعلةٌ ... وهل خلوةُ الحسناء إلا أذى البَعلِ قال ابن جني: إذا خلت الحساء من محبها أدى ذلك إلى تأذيه بها. أما لشغل قلبه عما سواها أو لغير ذلك من المضار التي تلحق مواصلة الغواني. وهذا كلام لم ينضجه التأمل، وكأنه ظن إن الحسناء لا يخلو بها إلا بعلها، ولا أذى للبعل في الخلوة بها، بل كل قرة عينه فيها وليس وصاله لها أيضًا بداعية مضرةٍ على الإطلاق. ولو لم يكن في النساء غير المضرة لما خلقهن الله تعالى فضلًا عن إباحتهن، والأمر بالاستعفاف بهن. وما ورد في الآثار في الوصاة بهن ولا يكون صد المرأة الحسناء بعلها عن غيرها من معالي الأمور أذى، ولا يقول ذلك ذو منطق بليغ إلا متأولا أو متمحلا. والذي أراده أبو الطيب: إن المرأة ذات البعل ينال منها من خلالها غير بعلها إلا أذاة. يريد إن اللذة منها قاصرة عن أن تكون لذة حقيقية. وإنما الحاصل منها أذى البعل فقط. يزهد بذلك في الولد وفي طلب اللذة بإعراض الدنيا كلها. أي إذا كان هاتان اللتان لا حقيقة لهما فما

1 / 205