Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
Penyiasat
حمزة أحمد فرحان
Penerbit
دار الفتح
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1430 AH
Carian terkini anda akan muncul di sini
Fatawa al-Iraqi
Waliyuddin al-Iraqi d. 826 AHفتاوى العراقي
Penyiasat
حمزة أحمد فرحان
Penerbit
دار الفتح
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1430 AH
آلاف السنين، فاستحكمت فيها الصنائع وتفنَّنت، ومن جملتها تعليم العلم. وأكد ذلك فيها وحَفِظَه ما وقع لهذه العصور بها منذ مائتين من السنين في دولة الترك (١) من أيام صلاح الدين يوسف بن أيوب (ت ٥٨٩هـ) وهلمَّ جرًا. وذلك أن أمراء الترك في دولتهم يخشون عادِيَةَ سلطانهم على مَن يتخلّفونه من ذريتهم لما له عليهم من الترف أو الولاء، ولما يُخشى من معاطب الملِك ونكباته، فاستكثروا من بناء المدارس والزوايا والرُّبط، ووقفوا عليها الأوقاف المُغِلّة يجعلون فيها شِركاً لولدهم ينظر عليها أو يصيب منها مع ما فيهم غالباً من الجنوح إلى الخير، والتماس الأجور في المقاصد والأفعال، فكثُرت الأوقاف لذلك، وعظُمت الغّلات والفوائد، وكَثُر طالبُ العلم ومعلِّمُه بكثرة جرايتهم منها، وارتحل إليها الناس في طلب العلم من العراق والمغرب، ونفقت بها أسواق العلوم وزخرت بحارها، والله يخلق ما يشاء(٢).
***
(١) هكذا كان ابن خلدون يسمي دولة المماليك، نسبة لأصلهم.
(٢) ابن خلدون، مقدمة التاريخ ٥٤٨/١-٥٤٩.
38