Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
Penyiasat
حمزة أحمد فرحان
Penerbit
دار الفتح
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1430 AH
٢ - حلول الخراب والدمار والحروب في الدول الأخرى ، حيث اندثرت الحضارة في العراق والأندلس بعد أن كانت فيها مزدهرة، وتعرّض التراث الإسلامي للضياع، فكان أهل مصر أهلاً لحفظه.
٣ - قوة المماليك العسكرية وحفظهم لمصر من الحروب، ومنعها من أعدائها، وانتشار الأمن فيها.
٤ - ازدياد شرف العلماء وهيبتهم عند الحكام لما كانوا يتمتعون به من إجلال وتقدير من جميع الناس، فكان الحكّام يهادونهم ويُبجِّلونَهم، إضافة إلى أن العلم كان سبيلاً للوصول إلى كثير من الوظائف المرموقة في الدولة، كالقضاء والإفتاء والنيابة ونظر الأوقاف والخزائن وغيرها من المناصب.
٥ - كثرة العمران وتفوق الحضارة في دولة المماليك وهجرة كثير من علماء الشرق والغرب إليها.
وفي هذا الشأن قال ابن خلدون في ((مقدمته)):
(واعتبر لما قرّرناه بحال بغداد وقرطبة والقيروان والبصرة والكوفة لما كثر عمرانها صدر الإسلام واستوت فيها الحضارة كيف زخَرَت فيها بحار العلم، وتفننوا في اصطلاحات التعليم وأصناف العلوم، واستنباط المسائل والفنون، حتى أربوا على المتقدّمين وفاتوا المتأخّرين، ولما تناقص عمرانها وابْذَعَرَّ(١) سكانها انطوى ذلك البساط بما عليه جملة، وفُقِد العلم بها والتعليم، وانتقل إلى غيرها من أمصار الإسلام، ونحن لهذا العهد نرى أن العلم والتعليم إنما هو بالقاهرة من بلاد مصر، لما أن عمرانها مستبحرُ وحضارتها مستحكمة منذ
(١) ابْذَعَرَّ الناس: أي تفرّقوا، وجذرها بَذْعَرَ (الجوهري، الصحاح ٥٨٨/٢، وابن منظور، لسان العرب ٥١/٤).
37