155

Fasl Maqal

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

Penyiasat

إحسان عباس

Penerbit

مؤسسة الرسالة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٩٧١ م

Lokasi Penerbit

بيروت -لبنان

ومن كلامهم في المجرب الداهي " فلان قد ركب ظهري البر والبحر، وعرف حالي الخير والشر، وذاق طعمي الحلو والمر "، وقال بعض (١) البلغاء: لا ينال أحد الحكمة حتى ينسى الشهوات ويجوب الفلوات ويحالف الأسفار ويقتات القفار ويصل الليلة باليوم ويعتاض السهر من النوم (٢) . وقال أبو الأشعث: النظر كالسيف والتجارب كالمسن. وقيل: مرآة العواقب في يدي ذي التجارب. وقال أبو تمام يصف نفسه بالتنقيب وشدة التجريب (٣): سلي هل عمرت القفر وهو سباسب ... وغادرت ربعي من ركابي سباسبا وغربت حتى لم أجد ذكر مشرق ... وشرقت حتى قد نسيت المغاربا وقال ايضًا (٤) خليفة الخضر من يربع على وطن ... في بلدة فظهور العيس أوطاني بالشام (٥) أهلي وبغداد المنى وأنا ... بالرقمتين (٦) وبالفسطاط إخواني وكذلك قولهم " فلان باقعة " إنما أصله من حلول البقاع وتطلع البلاد وأهلها. وقول أوس: أخو مأقط، المأقط: موضع الحرب ومكان رحاها، وقوله: نقاب يحدث بالغائب، يصفه بالذكاء وجودة الحدس وإصابة الظن، كما قال في صفته في موضع آخر (٧): الألمعي الذي يظن لك الظن كأن قد رأى وقد سمعا.

(١) س: أحد. (٢) ط: بالنوم. (٣) ديوان أبي تمام (ط. دار المعارف): ١٤٧ والشريشي ١: ١٣٢، ٢٦٢. (٤) انظر الشريشي ١: ٢٥٦. (٥) س: قومي. (٦) س ط: بالرقتين. (٧) يتردد هذا البيت كثيرًا في الكتب الأدبية، انظر حماسة البحتري: ٢٥٥ وشعراء النصرانية: ٤٩٢ ونظام الغريب: ٢٩، والديوان: ٥٣.

1 / 143