269

Farid Fi Icrab

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Editor

محمد نظام الدين الفتيح

Penerbit

دار الزمان للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lokasi Penerbit

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾: أي من كان محسنًا منكم كانت تلك الكلمة سبب في زيادة ثوابه، ومن كان مسيئًا كانت له توبةً ومغفرةً.
﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٥٩)﴾:
قوله ﷿: ﴿قَوْلًا﴾ منصوب بقوله: ﴿فَبَدَّلَ﴾، و﴿غَيْرَ﴾: صفة للقول، وجاز ذلك لكونه لا يتعرف وإن أضيف إلى المعارف، لأن كُلَّ شيءٍ غايَرَكَ فهو غيرُك، ألا ترى أنك إذ اقلت: مررتُ بغيرك، فكل من عدا المخاطب غيره، وفيه وجهان:
أحدهما: في الكلام حذف تقديره: فبدلوا بالذي قيل لهم قولًا غير الذي قيل لهم، لأن (بدّل) فعل يتعدى إلى مفعولين: أحدهما بغير حرف جر، وإلى الثاني به.
والثاني: محمول على المعنى، أي: فقالوا قولًا غير الذي قيل لهم. والذي جوز ذلك كون تبديل القول كان بقول، فلا حذف على هذا، فاعرفه.
والمعنى أنهم وضعوا مكان (حِطَّة) قولًا غيرها، قال أهل التأويل: يعني أنهم أُمروا بقولٍ معناهُ التوبةُ والاستغفار، فخالفوه إلى قول ليس معناه معنى ما أُمروا به، ولم يمتثلوا أمر الله سبحانه، وليس الغرض أنهم أمروا بلفظ بعينه، وهو لفظ (الحطة). فجاؤوا بلفظ آخر، لأنهم لو جاؤوا بلفظ آخرَ مستقل بمعنى ما أمروا به لم يؤاخذوا به، كما قالوا: مكان (حطة): نستغفرك ونتوب إليك، أو: اللهم اعف عنا، وما أشبه ذلك (١).

(١) هذا الكلام الذي نقله عن أهل التأويل مع العبارة التي قبله هو بالحرف للزمخشري في الكشاف ١/ ٧١، وكون (الحطة) بمعنى: الاستغفار، هو قول ابن عباس ﵄ كما خرجه الطبري ١/ ٣٠١، وذكره الماتريدي ١/ ١٥٠، والماوردي ١/ ١٢٦ دون نسبة، وحكاه ابن الجوزي في الزاد ١/ ٨٥ عن وهب، وابن قتيبة، وانظر المحرر الوجيز ١/ ٢٣١.

1 / 269