Rama-Rama dan Kereta Kebal dan Cerita-Cerita Lain: Pilihan Cerita Pendek dari Karya-Karya Penuh oleh Ernest
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Genre-genre
صاحت: يا غلام! يا غلا... يا غلا...
ثم قالت : «هاري»، «هاري»!
ثم ارتفع صوتها صائحا: «هاري»! آه يا «هاري»!
ولم يكن ثمة جواب. ولم يكن بوسعها أن تسمعه يتنفس.
وخارج الخيمة كان الضبع يطلق نفس الضجيج الغريب الذي أيقظها. ولكنها لم تسمعه لأن صوت دقات قلبها كان يعلو عليه.
الآن أرقد لأنام
في تلك الليلة رقدنا على الأرض في الغرفة وأنصت إلى دود القز وهو يأكل. كان دود القز يتغذى في رفوف مليئة بأوراق التوت ويمكنك سماعه طوال الليل وهو يأكل، وسماع صوته وهو يتحرك بين الأوراق. وأنا نفسي لم أرغب في النوم؛ لأني عشت فترة طويلة تسيطر علي فكرة أنني لو أغمضت عيني في الظلمة وتركت نفسي للنوم، ستخرج روحي من جسدي. وقد بقيت على تلك الحال وقتا طويلا منذ أن أصبت في انفجار بالليل وشعرت بروحي تخرج مني ثم تعود لي. وحاولت ألا أفكر في ذلك أبدا، ولكنها بدأت تخرج من يومها، في الليل، في نفس اللحظة التي أبدأ النوم فيها، ولا يمكنني الإبقاء عليها إلا بمجهود شاق للغاية. ولذلك في حين أعلم يقينا الآن أنها لم تكن تخرج حقيقة، ففي ذلك الصيف لم أكن على استعداد لأن أمر بتلك التجربة.
كانت عندي طرق مختلفة أشغل بها نفسي حين أرقد مستيقظا. كنت أفكر في غدير تعودت أن أصطاد فيه أسماك الطاروط عندما كنت صبيا؛ فأعود ثانية في ذهني إلى الصيد بكل تفاصيله على طول الغدير، أنظر تحت كل جذوع الأشجار، أتفحص كل منحنيات الضفة، أصطاد في المناطق العميقة والمسطحات الضحلة الصافية، أصيد أسماكا أحيانا، وأحيانا تهرب الأسماك مني. ثم أتوقف عن الصيد في الظهيرة كي أتناول غدائي، أجلس أحيانا على جذع شجرة عند الغدير، وأحيانا أخرى فوق ضفة عالية، أو تحت شجرة، وآكل دائما ببطء متأملا الغدير الذي يجري من تحتي وأنا آكل. وكثيرا ما ينفد طعم الصيد مني لأني لا أحمل معي سوى عشر ديدان داخل علبة تبغ. وحين استعملها كلها يتعين علي أن أبحث عن مزيد من الديدان، وأحيانا يكون صعبا أن أحفر في شاطئ الغدير حيث أشجار الدردار تحجب ضوء الشمس ولا توجد حشائش، بل التربة الرطبة العارية، وكثيرا لا أجد أي ديدان هناك. ومع ذلك، كنت دائما أجد نوعا ما من الطعم؛ وحدث مرة أنني لم أتمكن من العثور على أي طعم مما اضطرني إلى أن أقطع جزءا من السمكة التي اصطدتها كي استخدمه كطعم.
وكنت أعثر أحيانا على حشرات في مراعي المستنقع، في الحشائش أو تحت النباتات، فاستخدمها في الصيد. كانت هناك خنافس وحشرات لها أرجل مثل أعواد العشب، ويرقانات في كتل خشبية متعفنة، يرقانات بيضاء ذات رءوس صغيرة بنية اللون لا تستقر على خطاف السنارة وتضيع في ثنايا المياه الباردة، وقرادات الخشب تحت كتل الشجر المقطوع، حيث أعثر أحيانا على ديدان الصيد التي تسرع بالاختباء في التربة حالما أرفع كتلة الخشب عاليا.
وقد استخدمت في إحدى المرات عظاية سالامندر وجدته تحت جذع عتيق. كان السالامندر صغيرا جدا ومنمقا خفيف الحركة وذا لون جميل. كانت قدماه صغيرتين وحاول أن يثبت على الخطاف، وبعد تلك المرة الوحيدة لم أستخدم السالامندر كطعم أبدا، رغم أنني كنت أعثر على الكثير منه. كما أنني لم أستخدم صراصير الجداجد بسبب الطريقة التي تتحرك بها فوق الخطاف.
Halaman tidak diketahui