Rama-Rama dan Kereta Kebal dan Cerita-Cerita Lain: Pilihan Cerita Pendek dari Karya-Karya Penuh oleh Ernest
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Genre-genre
لتصطاد. هل «بوانا» يريد شيئا؟ - كلا.
كانت قد ذهبت لتصطاد قطعة من اللحم، ولما كانت تعلم مدى شغفه بمراقبة مشهد الصيد فقد ذهبت بعيدا كيما لا تسبب ضوضاء في ذلك الجانب من السهل على مرمى أبصاره. وجال في خاطره أنها دائما ترعى مشاعره، في أي شيء تعرفه أو تكون قد قرأته أو سمعته.
لم تكن غلطتها أنه حين عرفها كان قد استنفد بالفعل. كيف يتأتى لامرأة أن تعرف أنك لا تعني شيئا مما قلت، وأنك لم تقل ما قلت إلا بدافع العادة وكيما تحقق راحتك! وحين لم يعد يعني ما يقول، لاقت أكاذيبه نجاحا بين النساء أكثر مما كان يلاقي حين كان يخبرهن بالحقيقة.
لم يكن الأمر بكذب أكثر منه عدم وجود حق يقال. لقد عاش حياته وانتهى ثم عاد يحياها من جديد مع أناس مختلفين ومزيد من المال، في أفضل ما عهده من الأماكن ، وفي أماكن جديدة عليه أيضا.
كنت تتحاشى التفكير وكان كل شيء رائعا، كنت مزودا بباطن قوي، حتى إنك لم تتمزق شعاعا مثلهم، مثل ما حدث لمعظمهم، واتخذت موقفا بألا تعير العمل الذي تعودت أن تعمل اهتماما الآن حين لم يعد بإمكانك أن تقوم به. غير أنك قلت في داخليتك إنك ستكتب عن هؤلاء الناس، عن المتخمين بالثروات، وإنك لست منهم في واقع الأمر، بل جاسوس في بلدهم، وإنك سوف تتركهم وتكتب عنهم، حتى يكتب عنهم أخيرا واحد يعرف حقيقة ما يكتب عنه. ولكنه لم يكتب ذلك إطلاقا؛ لأن كل يوم من عدم الكتابة، من الراحة والنعيم، من طريقة العيش التي يحتقرها، يضعف من قدرته ويوهن من إرادته على العمل، حتى إنه - في النهاية - لم يكتب أبدا. إن معارفه قد ازدادوا راحة حين لم يعد يكتب. وأفريقيا هي المكان الذي شعر فيه بأشد سعادة في أحسن أوقات حياته؛ لذلك فقد ذهب إلى هناك كيما يبدأ من جديد. ولقد رتب أمر هذه الرحلة بأقل قدر من وسائل الراحة. لم يكن هناك من صعوبات، ولكن لم يكن هناك أي ترف. وظن أن بوسعة العودة إلى الكتابة بالتمرين على هذه الصورة. ظن أن بوسعه - على نحو ما - أن يزيل الصدأ الذي ران على روحه، كما يفعل الملاكم حين يذهب إلى الجبال ليعمل ويتمرن كيما يحرق الشحم من جسده.
كانت تحب ذلك منه. قالت إنها تحب ذلك. كانت تحب أي شيء مثير، أي شيء يتضمن تغييرا في الصورة، حيث أناس جدد وحيث الأمور سارة. وقد شعر متوهما بعودة قوة الإرادة الدافعة له على العمل. أما وأن الأمور قد انتهت إلى هذا، وكان يعلم أنها النهاية، فعليه ألا يتحول إلى ذلك الثعبان الذي يعض نفسه لأن ظهره قد انكسر. لم يكن ذلك ذنب هذه المرأة. لو لم تكن هي لكانت أخرى. لو أنه عاش على أكذوبة فيجب أن يحاول أن يموت عليها.
وسمع طلقة فيما وراء التل.
كانت بارعة في الصيد، هذه اللعينة الثرية الطيبة، هذه التي رعت موهبته في حنان، وهي التي دمرتها في نفس الوقت. هراء .. لقد دمر موهبته بيده. لماذا يتعين عليه إلقاء اللوم على هذه المرأة لرعايتها إياه حق الرعاية؟ لقد دمر موهبته بعدم استعمالها، بخيانة نفسه وبخيانة معتقداته، بالإفراط في الشراب حتى انثلمت أطراف مداركه، بالكسل، بالخمول، بالعنجهية، بالكبرياء والهوى، بكل الوسائل. ما هذا السرد؟ كتالوج كتب قديمة؟ وما هي موهبته على أية حال؟ إنها موهبة أي نعم ولكنه - بدلا من أن يستخدمها - تاجر فيها. إنها لم تتمثل أبدا فيما أنجزه، بل فيما يستطيع إنجازه. ولقد اختار أن يكسب عيشه عن طريق آخر غير القلم والورق. وكان من الغريب أيضا - أليس كذلك - أنه كلما كان يقع في حب امرأة جديدة يكون لديها مال أكثر مما لدى المرأة السابقة عليها. بيد أنه حين لم يعد يشعر بالحب، حين أصبح كذوبا فحسب، كما يحدث الآن مع هذه المرأة التي لديها أكبر قدر من المال، التي لديها المال كله، والتي كان لديها زوج وأولاد، والتي كان لها عشاق لم ترض عنهم، والتي أحبته حبا صادقا بوصفه كاتبا وإنسانا وصديقا، وبوصفه من ثمين المقتنيات، من الغريب أنه حين لم يكن يحبها على الإطلاق كان كذوبا في ادعائه الحب، استطاع أن يعطي مقابل النقود أكثر مما كان يعطي عادة بدافع الحب الحقيقي.
وجال في خاطره أنه لا بد أننا قد خلقنا مهيئين لما نفعل، والمرء مع ذلك يكسب عيشه من مواهبه. لقد باع حيويته، بشكل أو بآخر، طوال حياته، وعندما لا يكون لعواطفه شأن بعلاقاته فإنه يوجه اهتماما أكبر للمال. لقد اكتشف ذلك، ولكن ليس بوسعه الآن أن يكتب عنه. كلا، إنه لن يكتب عن ذلك الأمر، رغم أنه يستحق.
ثم تجيء هي في الصورة الآن - في أفريقيا - تسير عبر الفضاء المكشوف تجاه المخيم. كانت ترتدي ملابس الصيد وتحمل بندقيتها. وكان كل من الصبيين يحمل مدفعا رشاشا، ويسيران خلفها. وجال بفكره أنها لا تزال امرأة جميلة، وجسمها لطيف، وكانت ذات موهبة عظيمة في أمور الحب والغرام . لم تكن بالحسناء، ولكنه يحب وجهها، كما أنها تقرأ بشراهة، وتحب ركوب الخيل والصيد، وهي بالتأكيد تفرط في الشراب. كان زوجها قد مات وهي لا تزال على درجة من الشباب، فكرست نفسها وقتا ما لولديها الفتيين، اللذين لم يكونا بحاجة إليها ويشعران بالحرج وهي معهما، ولممتلكاتها من الخيول، وللكتب، ولزجاجات الشراب. وكانت تحب أن تقرأ في المساء قبل تناول العشاء، وتشرب الويسكي بالصودا وهي تقرأ. وحين يحل وقت العشاء تكون قد ثملت إلى حد ما، أما بعد زجاجة من النبيذ مع الطعام فإنها تكون ثملة بما يكفي للذهاب إلى النوم.
Halaman tidak diketahui