Falsafat Karl Buber
فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم
Genre-genre
معنى ذلك أن نظرية لامارك تعول في حدوث التغيرات العضوية على المؤثرات البيئية وتجعل دور الكائن الحي سلبيا فقط يتلقى هذه المؤثرات، وإن لم يتلقاها حكمت عليه البيئة بالفناء والهلاك.
أما الاتجاه الآخر الداروني، فهو يذهب إلى أن أنواع الكائنات الحية جميعا، إنما تنتهي إلى أصل واحد هو أولى الكائنات الحية البدائية، وأن كل كائن حي إنما هو حلقة تطورية، في سلسلة متصلة تنتهي بالإنسان، ولكن عبر السلسلة البيولوجية الطويلة، تبقى بعض الأنواع وتتطور أخرى وتنقرض أخرى.
فكيف تبقى بعض الأنواع؟ وكيف يتطور أو ينقرض البعض الآخر؟
في الإجابة على هذا ذهبت نظرية دارون إلى أن دنيا الطبيعة فيها سلسلة لا تنتهي من الكفاح من أجل الحياة؛ إذ ينقض الحيوان الوحشي على غيره فيهلكه، وكذلك تتنافس جميع الكائنات الحية في الحصول على الغذاء والماء والمأوى، فما كان فيها منها الأقوى والأسرع والأصلب، فهو الذي يبقى، أما الضعيف فيهلك، الأنواع القوية القادرة على الفتك بمنافسيها، القادرة على التكيف مع البيئة تبقى وتحكم بالفناء على الأنواع الضعيفة الأقل تكيفا مع البيئة،
25
على هذا النحو يتم الانتخاب الطبيعي، أي تجعل نظرية دارون المعول الأكبر على الكائن الحي، له ولإمكانياته، الدور الأعظم في سلسلة التطور.
من هنا كان الاستقرائيون لاماركيين، بمعنى أنهم يجعلون للعالم دورا سلبيا، فقط يتلقى نتائج التجريب التي تمليها الطبيعة ، فيعممها في فرض علمي، أما بوبر فلا يرضى بهذا الدور السلبي الاستقرائي للعالم، أو بهذا الدور السلبي اللاماركي للكائن الحي، في الخطوة «ح ح»، كان العالم هو الذي يضع الفرض من عنده، هو الذي يخلق النظرية، إن العالم في نظرية بوبر المنهجية له دور إيجابي في خلق قصة العلم، كما جعل دارون للكائن الحي دورا إيجابيا في خلق قصة الحياة، إننا لا نعرف من خلال التعاليم التي تلقيها البيئة علينا كما يدعي الاستقراء، بل نعرف من خلال تحديها وفرض تصوراتنا عليها؛ لذلك يفسر بوبر التقدم العلمي بالنقد، فهو الذي يبرز ثورية هذا التقدم، فهو يحطم ويغير ويبدل مجسدا إيجابية العالم الداروينية، أما اللاماركية الاستقرائية، فتفسر التقدم العلمي بتراكم المعلومات كمكتبة نامية باستمرار، مسألة آلية. (2) إن بوبر يعظم من نجاح نظرية دارون؛ فلا يقصر تطبيقها على البيولوجي، بل ويسحبه إلى الإبستمولوجي والميثودولوجي، بل وإلى سائر التطورات، طالما أن الصياغة «م1
ح ح
أ أ
م2» تحكم شتى الأنشطة على كوكب الأرض.
Halaman tidak diketahui