Falsafah Inggeris dalam Seratus Tahun (Bahagian Pertama)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Genre-genre
relational
مفكك، وما تسري عليه الصيرورة والتغير، وهو سلب للمعنى والقيمة، إنه يكون حيث يكون الخطأ والشر والخطيئة، وحيثما ننساق في سعي قلق، وحيثما نكتفي، في بحثنا عما هو أسمى وأفضل، باستنفاد أنفسنا واستهلاكها بدلا من أن نصل إلى ما يرضينا.
وهكذا يعرف المظهر في عبارات تكاد كلها تكون سلبية فحسب، فما هو الواقع
reality
إذن؟ إنه ما يقابل المظهر من جميع النواحي، بحيث لا يكون علينا، لكي نعبر عن طبيعته كما تصورها برادلي، إلا أن نستعيض عن الصفات السالبة السابقة بمقابلاتها الإيجابية، فلنرجئ مؤقتا الإتيان بوصف أكمل له، ولنعرف الواقع - بصفة مبدئية - بأنه ما خلا من التناقض، وبأنه وحدة وكلية واستقرار وانسجام، وبأنه شامل لكل شيء، وبأنه حقيقة كاملة، أي بالاختصار: بأنه المطلق.
فما الذي يعزوه برادلي إلى مجال المظهر؟ إن لب تعاليمه إنما يوجد في الفصل الخاص بالعلاقة (أو بالإضافة) والكيف، ولعلنا نذكر أن جرين، والمدرسة القديمة عامة، كانوا يعزون إلى مقولة الإضافة أهمية كبرى، فهو ذلك الذي يضفي على الأشياء حقيقتها بالربط فيما بينها، أما برادلي فيحاول أن يثبت العكس، فهو يقول إننا عندما نختبر بطريقة نظرية ترتيبنا للوقائع تبعا لعلاقاتها وصفاتها نقع في صعوبات ومتناقضات غير متوقعة؛ ذلك لأن العلاقة (أو الإضافة) والصفة يفترض كل منهما الآخر، والصفات ليست شيئا بدون العلاقات، ونحن نكون إزاء علاقات كلما ميزنا أو حكمنا أو فكرنا على أي نحو، وكما قال برادلي في موضع ما، فإن التفكير ينتحر إذا لم يعد علائقيا
relational . وطبيعي أننا عندما نتجاوز الفكر إلى الوحدة المتصلة بالشعور ، نكون قد انصرفنا عن العلاقات والصفات، ولكنا لا نستطيع التفكير في صفات دون التفكير في سمات محددة متميزة بعضها عن البعض، كما أننا لا نستطيع التفكير في هذه الأخيرة دون التفكير في علاقات بينها. وهكذا فإن الصفات لا يكون لها معنى بدون العلاقات، والاثنان لا يتميزان إلا بالفكر، ولا ينفصلان واقعيا. وبالمثل لا يمكن أن توجد علاقة دون صفة؛ إذ لا يوجد ما يربط إذا لم توجد صفات بوصفها حدودا. وعلى ذلك فلا يمكن تصور أي حد مأخوذا على حدة، ولكنه من المؤسف أنه حتى عندما تؤخذ الحدود مرتبطة فيما بينها، فسيظل من المستحيل تصورها؛ إذ إننا عندما نحاول تصور العلاقة بين العلاقة الأصلية وبين الصفة أو الحد، فإنا نبدأ في عملية نسير فيها إلى ما لا نهاية، ما دامت كل علاقة جديدة بين العلاقة الأصلية وبين الحد تحتاج بدورها إلى الارتباط في علاقة مع هذا الحد. ومن هذا كله يستنتج برادلي أنه كلما تحرك الفكر في علاقات أصبح - حسب معيار المعرفة - بديلا أو حلا وسطا، عاجزا عن بلوغ الحقيقة أو الكشف عن واقع الأشياء، فالتفكير العلائقي أو المقالي
discursive
يوقع نفسه بالضرورة في متناقضات، وبالتالي لا يشير إلا إلى عالم الظواهر. وكما قلنا من قبل، فإن القابلية للتناقض هي المعيار الذي ندرك به كون الشيء أو التصور ينتمي إلى مجال المظهر.
وبعد تخلص برادلي من تصور العلاقة، يرد كل التصورات الأولية الأخرى للفكر إلى علاقات، هي بدورها عاجزة عن الاتصال بحدودها إلا من خلال سلسلة لا متناهية - وبالتالي مستحيلة - من العلاقات المتوسطة. وهكذا فإن عالم المظهر عنده مزدحم بدرجة لم تعرف من قبل، وقد كرس الباب الأول كله من كتابه لإثبات أن المقولات والتصورات الأخرى للفكر، وكذلك محتوى التجربة، كل هذا يعاني مما تتضمنه العلاقة من تناقض غير قابل للحل، وبالتالي ينتمي إلى عالم المظهر. وفي هذه الفصول يترك برادلي السفسطائي الشكاك نفسه على سجيتها، في دوامة من التمييزات الحادة والحجج الدقيقة التي تثير سحابة هائلة من الغبار الديالكتيكي بحيث لا يكون لنا أن ندهش حين نرى الأشياء تتهاوى بين يديه، ولا تترك في النهاية إلا عالما من الأنقاض. ففي دوامته الديالكتيكية يكتسح، الواحدة تلو الأخرى، كلا من: الكيفيات الأولى والثانية، والشيء والصفة، الكيف والإضافة ، الزمان والمكان، الحركة والتغير والتعاقب، العلية والفعل والانفعال، الجوهر وهوية الأشياء، بل وهوية الذات، وكل علم طبيعي، والخطأ والشر والخير، بل الدين والله.
Halaman tidak diketahui