NoteV00P028N05 فصل [الاصطلاح الجديد] ما بعث المتأخرين - نور الله مراقدهم - على العدول عما كان عليه المتقدمون - جعل الله الجنان مفامدهم - ووضع ذلك الاصطلاح الجديد هو أنه لما طالت الأزمنة بين المتأخر والصدر السالف، وآل الحال إلى اندراس بعض كتب الاصول المعتمدة، لغلظ حكام الجور والضلال، والخوف والوهم من إظهارها وانتساخها، وانضم إلى ذلك اجتماع ما وصل إليهم من كتب الاصول في الاصول المشهورة في هذا الزمان فالتبست الأحاديث المأخوذة من الاصول المعتمدة بالمأخوذة من غيرها، واشتبهت المتكررة في كتب الاصول بغيرها، وخفي عليهم كثير من تلك الامور التي كانت سبب وثوق القدماء بكثير من الأحاديث، ولم يمكنهم الجري على أثرهم في تمييز ما يعتمد عليه مما لا يركن إليه فاحتاجوا إلى قانون تتميز به الأحاديث المعتبرة من غيرها، والوثوق بها عما سواها، فقرروا لنا ذلك الاصطلاح الجديد والمنهج القويم السديد، وقربوا إلينا البعيد، ووصفوا الأحاديث الواردة في كتبهم الاستدلالية بما اقتضاه ذلك الاصطلاح من الصحة والحسن والتوثيق. كذا وجهه بعض الأعلام الفضلاء الكرام (1).
ولا يخفى أن هذا كله دعوى مظنونة، محتملة مطعونة، غير معلومة الثبوت، مرهونة، ومناقشتها ظاهرة قوية باهرة.
واعلم أن الامور التي كانت تقتضي اعتماد القدماء النحارير الكرماء عليها في إطلاق الصحيح على الحديث، وسبب وثوقهم به خمسة:
أحدها: وروده في كثير من الاصول الأربعمائة المشهورة المتداولة المبرورة
Halaman 28