شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
Penerbit
دار ابن الجوزي
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
Genre-genre
وهكذا أسماؤه الأخرى كلُّها تدلُّ على معانٍ: البشيرُ النذيرُ، السراجُ المنيرُ، وغيرها من الأسماء، وقد ثبت في الصحيح أنه ﷺ قال: «إِنَّ لي أَسْمَاءً أنا مُحَمَّدٌ، وأنا أَحْمَدُ، وأنا الْمَاحِي الذي يَمْحُو الله بِيَ الْكُفْرَ، وأنا الْحَاشِرُ الذي يُحْشَرُ الناس على قَدَمِي، وأنا الْعَاقِبُ الذي ليس بَعْدَهُ أَحَدٌ» (١)، وهذا يدل على أنَّ أسماءه ﷺ هي أعلامٌ وصفاتٌ أيضًا.
وكذلك أسماءُ الرَّب ﷾ ليس شيءٌ منها عَلَمًَا محضًا لا يدل على معنى، بل هي أعلامٌ وصفاتٌ، حتى اسمه «الله» الذي هو أخص أسمائه به ﷾، هو عَلَمٌ وصفةٌ، والتحقيق أن هذا الاسم مشتقٌ وليس بجامد، فـ «الله» أصلها «الإله»، قيل: حُذفت الهمزةُ، وأُدغِمَت اللام في اللام مع التفخيم فصار «الله»، فهو يدل على الألوهية، فالله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، كما قال ابنُ عبَّاسٍ ﵁ (٢).
وهذا الجواب من الناظم ﵀ يتبين منه أنه يُثبت الاسم والصفة، فهو سبحانه عليمٌ بعلمٍ، وقد أحسن في هذا ﵀ وأصاب الصواب فجزاه الله خيرًا، والله أعلم.
قال الناظمُ ﵀:
٢٤. قَالُوا: تَصِفْهُ بِأَنَّه مُتَكَلِّمٌ؟ ... قُلتُ: السُّكُوتُ نَقِيْصَةٌ بِالسيِّد
يقول الناظم ﵀: «قَالُوا: تَصِفْهُ» بسكون الفاء لضرورة الوزن، وإلا فالأصل أنه مرفوعٌ؛ لأنه فعلٌ مضارعٌ تجرَّد من النَّاصِب والجَازِم، ووقع في «المنتَظَم»: «قَالُوا: فَيُوصَفُ أَنَّه مُتَكَلِّمٌ؟».
(١) متفقٌ عليه من حديث جُبَيرِ بنِ مُطْعِمٍ ﵁، أخرجه البخاري (٣/ ١٢٩٩ رقم ٣٣٣٩)، ومسلم (٤/ ١٨٢٨ رقم ٢٣٥٤). (٢) أخرجه ابن جرير في «تفسيره» (١/ ٥٤).
1 / 79