فضل رب البرية في شرح الدرر البهية
فضل رب البرية في شرح الدرر البهية
Genre-genre
فيستحب صيام هذه الأيام الثلاثة الواردة في حديث أبي ذر أكثر من غيرها، لكن من صام أي ثلاثة أيام من الشهر فقد حصل له الأجر أيضًا، لحديث ابن عمرو وغيره.
قال ﵀: (وأفضل التطوع صوم يوم وإفطار يوم)
لحديث عمرو بن العاص ﵁، أن رسول الله ﷺ قال له: «صم أفضل الصوم صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم» (١).
وفي رواية: «وهو أعدل الصيام» (٢).
وفي رواية عند البخاري: «لا صوم فوق صوم داود» (٣).
فهذه أكمل الصور في صيام التطوع.
قال ﵀: (ويكره صوم الدهر)
لما صحَّ عنه ﷺ أنه نهى عبد الله بن عمرو عن صيام الدهر، وكذلك نهى من أراد أن يصوم ولا يُفطر، وقال ﷺ: «لا صام من صام الأبد» (٤).
ومعنى صيام الدهر المنهي عنه، هو الذي كان يفعله ابن عمرو كما جاء في «الصحيحين»، «أنه كان يصوم ولا يفطر» (٥)، والذي أراد أن يفعله أحد الثلاثة الذين تقالّوا عبادة النبي ﷺ عندما سألوا عن عبادته، فقال: أحدهم: أمّا أنا فأصوم ولا أفطر ... (٦)، فهذا هو صيام الدهر الذي نهى عنه ﷺ.
فصيام الدهر هو صيام السنة كلها بلا فطر فيها، وهو محرم مخالف لهدي النبي ﷺ.
قال المؤلف: (وإفراد يوم الجمعة)
(١) أخرجه البخاري (٥٠٥٢)، ومسلم (١١٥٩).
(٢) أخرجه البخاري (٣٤١٨)، ومسلم (١١٥٩).
(٣) أخرجه البخاري (٦٢٧٧)، ومسلم (٥٠٦٣).
(٤) أخرجه البخاري (١٩٧٧)، ومسلم (١١٥٩).
(٥) أخرجه البخاري (١٩٧٧)، ومسلم (١١٥٩).
(٦) أخرجه البخاري (٥٠٦٣)، ومسلم (١٤٠١).
1 / 227