موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

Mohammad Ratib al-Nabulsi d. Unknown
41

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

Penerbit

دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني

Nombor Edisi

الثانية ١٤٢٦ هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٥ م.

Lokasi Penerbit

جادة ابن سينا.

Genre-genre

في الجسمِ البشريِّ آيةٌ دالّةٌ على عظمةِ اللهِ ﷾، سمّاها بعضُ العلماءِ (أجراسَ الإنذارِ المبكّرِ في الجسمِ البشريِّ)، وبعضُ الدُّوَلِ المتقدّمةِ - في مقياسِ العصْرِ - تبتدعُ ما يُسمَّى أجهزةَ الإنذارِ المبكّرِ، وهذا الجسمُ الذي خَلَقَهُ اللهُ في أحسنِ تقويمٍ زوَّدهُ بهذه الأجهزةِ، أجهزةِ الإنذارِ المبكّرِ، هذه الأجهزةُ متوضِّعةٌ في الجلدِ، فالجلدُ هو سطحٌ يغطّي شبكةً هائلةً من الأعصابِ، وانتشارُ الأعصابِ تحتَ سطحِ الجلدِ شيءٌ رائعٌ، هذه الأعصابُ تنتهي بِجُسيماتٍ خاصّةٍ، يختصُّ كلٌّ منها بِنَقلِ حِسٍّ معيَّنٍ، هناك جُسيماتٌ تنقلُ الحرَّ والبرْدَ، فأنْ تغسلَ يدَيْكَ، وأنْ تضعَ الماءَ على وجهِك فهذا شيءٌ مقبولٌ في الشّتاءِ، أما أن تضعَ الماءَ على ظهرِك فهذا لا يحتملهُ معظمُ الناسِ، لأنّ عددَ الأعصابِ التي وُزِّعَتْ على ظهرِ الإنسانِ يفوقُ عددُها عدد الأعصاب التي في اليدِ والوجهِ، وهناك حكمةٌ بالغةٌ، فالأعضاءُ التي يجبُ أنْ تغسلَها كلَّ يومٍ خمسَ مرّاتٍ جُعِلَتْ أعصابُ الإحساسِ بالبرودةِ فيها ضعيفةً، ولكنّ الأماكنَ التي إذا صببْتَ عليها الماءَ تضرَّرَتْ جُعِلَتْ أعصابُ الإحساسِ بالبرودةِ فيها كثيرةً، وهناك جُسيماتٌ تتحسّس بالضّغطِ، واللَّمْسِ، وحولَ الضّغطِ موضوعٌ طويلٌ، كيف أنّ الإنسانَ يتقلّبُ في الليلةِ الواحدةِ ما يزيدُ على أربعينَ مرّةً، لأنّ الجسمَ إذا ضَغَطَ على جهةٍ معيّنةٍ ضاقَتِ الشرايينُ، فضعُفتِ الترويَةُ، لذلك هذه الجُسيماتُ تنقلُ الإحساسَ بالضّغطِ إلى المخِّ، وأنت نائمٌ، والمخُّ يُصدِرُ أمرًا بالحركةِ، وهذا وَرَدَ في القرآنِ الكريمِ، وهو من إعجازِه العلميِّ، قال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليمين وَذَاتَ الشمال﴾ [الكهف: ١٨] .

1 / 40