Sejarah Negara-Negara Parsi di Iraq
تاريخ الدول الفارسية في العراق
Genre-genre
وخلفه ابنه بهرام الخامس أو بهرام جور سنة 420م، وهو الذي رباه النعمان الأول ملك الحيرة وساعده على لبس التاج؛ لأن الفرس اختلفوا فيمن يملكون عليهم من أولاد يزدجرد الأول الذين ثارت بينهم الفتن عند موت أبيهم، فاستنجد بهرام بالنعمان، فجهز لنصرته جيشا كبيرا من العرب، وسار به إلى «أكتسيفون» وأجلس بهرام على كرسي المملكة، ومن أجل ذلك أحب هذا الملك العرب حبا جما، ورفع منزلة ملك الحيرة على سائر رجال دولته، فاعتلى شأن العرب في عهده.
وتولى بعده يزدجرد الثاني سنة 438م، ثم هرمزد الثالث سنة 457م، فنازعه أخوه الأكبر بيروزا أو فيروز على الملك واستنصر بالهياطلة،
6
فأمده ملكها بثلاثين ألف مقاتل، فحارب أخاه حتى استولى على العرش بعد أن قتل أخاه سنة 460م، فلما كانت سنة 484م قتل هذا الملك في حربه مع الروم، فخلفه بلاش باني مدينة «ساباط» بالقرب من «أكتسيفون»، فنازعه أخوه قباذ على الملك، ولكنه مات في أثناء ذلك، فصفى الجو لقباذ وجلس على العرش سنة 488م، وفي أيامه ظهر مزدك الشيوعي ونشر الشيوعية في بلاد فارس، وتبعه الملك قباذ وساعده على نشر مذهبه في المملكة الفارسية حتى كادت تسري الشيوعية إلى العراق، وأمر قباذ جميع الولاة والحكام والموظفين في خدمة الحكومة باتباع هذا المذهب، فاتبعه فريق منهم طوعا وآخرون كرها، وأبى اتباعه جماعة كبيرة منهم المنذر الثالث ملك «الحيرة»، فعزله قباذ وولى على «الحيرة» كندة الحارث بن عمرو عدو المنذر، فلما زاد تعصب قباذ للشيوعية اتفق عظماء الفرس على خلعه، فخلعوه وحبسوه سنة 499م، وأجلسوا مكانه أخاه زماسب - جامسب.
وبعد قليل فر قباذ من الحبس بمساعدة أخته، وسار ملتجئا بالهياطلة والبرابرة، وهناك استنجد بملكهم، فجهز له جيشا كبيرا وانضم إليه أتباع مزدك، فزحف قباذ على أخيه، وبعد حروب قهره وعاد إلى العرش ثانية سنة 498م، فلما عاد قباذ ورأى الفرس قد غضبوا عليه بسبب اتباعه لمذهب مزدك الشيوعي، تركه وتظاهر بالمجوسية، وهو الذي جعل الخراج بالمساحة في «العراق»، بعد أن كان أسلافه يأخذون الخراج بالمقاصمة، فضرب قباذ على الجريب الواحد من الأرض درهما وقفيزا، مهما يكن حاله من الخصب أو الجدب؛
7
فبلغت جباية «العراق» في أيامه مائة وخمسين مليون درهم في السنة، حيث كانت بلاد «العراق» حينذاك زاهية بالبساتين والحدائق والمزارع العظيمة والأنهار، خصوصا وأن هذا الملك كان قد نشط التجارة والزراعة، وحفر عدة أنهار في «العراق».
وتولى بعد قباذ ابنه كسرى أنو شروان العادل سنة 531م، فأصلح أمور الدولة ونظم جيوشها وعدل الشرائع التي وضعها أردشير الأول،
8
فزهت في أيامه المملكة الفارسية، وتقدم «العراق» نحو المدنية والعمران حتى أصبح حافلا بالعلماء من أهل البلاد الأصليين والفرس وغيرهم، ونبغ فيه جماعة من النصارى في الطب والفلسفة، وزادت ثروة أبناء الرافدين وسعدوا برقي بلادهم، فبلغت جباية «العراق» في عهده مائتين وسبعة وثمانين مليون درهم؛ لأن هذا الملك بذل جهده في إنماء ثروة البلاد، واجتهد كثيرا في تنشيط التجارة وتوسيع أمور الري والمعارف، ونشر العدل وبث الأمن، ورغب الناس في العلوم فانتشرت في أيامه الفلسفة اليونانية والعلوم المختلفة، وهو الذي حفر نهر «الفاطول» فوق «سامرا» المعروف ب «القاطول النكسروي»، الذي كان يأخذ من «دجلة» في الجانب الشرقي ويصب في «النهروان»، وحفر نهر «دن» بقرب «أكتسيفون»، وحفر غير هذا عدة أنهار وترع في «العراق»، وبنى مدينة بالقرب من «أكتسيفون» وهي مدينة «نطيخوسرو» أي أنطاكية الجديدة لأنها كانت على شكل أنطاكية الروم، فسمتها العرب «رومية المدائن»، وسماها الكلدان «ماحوزا حدثا»، أي القلعة الجديدة، وزاد في القصر الملوكي الذي أسسه شابور ذو الأكتاف ب «أكتسيفون» وأكثر من زخرفته، وأعاد المنذر الثالث ملك «الحيرة» إلى ملكه، وقتل مزدك وكثيرا من أتباعه، واجتهد في محو الشيوعية حتى أزالها من مملكته، وعدل قانون الجزية أي أنقصها عما كانت عليه أيام أسلافه ترفيها لرعاياه، واستثنى منها أهل البادية وهم عرب «العراق»، أي إن هذه الجزية أو الضريبة السنوية على أهل المدن فقط. ولما جاء الإسلام أراد عمر أن يجعلها على العرب أولا ثم عفى عنهم، فأصدر أمرا عاما ألزم به الرعية الجزية ما عدا العظماء وأهل البيوتات والجند والهرابذة والكتاب ومن بخدمة الملك، كل إنسان على قدره، فجعلها اثني عشر درهما، وثمانية دراهم، وستة دراهم، وأربعة دراهم، وعفى عمن كان عمره دون العشرين أو فوق الخمسين، وأمر أن يوضع عمن أصابت غلته جائحة - أضرار - بقدر حائجته، وبجمع الجباية في كل أربعة أشهر مرة واحدة، وبهذا التعديل خفف عن رعاياه، وفي أيامه غزت قبيلة إياد القوافل فحمل عليهم أنو شروان، وكانوا قرب مكان «الكوفة» ففتك بهم وطردهم من «العراق»، فهاجروا إلى الجزيرة، وعلى إثر ذلك جدد سور مدينة «آلوس»، ووضع فيها جنودا لصد هجمات القبائل العربية التي كانت تغير على ما قرب من السواد إلى البادية.
Halaman tidak diketahui