Sejarah Negara-Negara Parsi di Iraq
تاريخ الدول الفارسية في العراق
Genre-genre
وظل أعقابه يوسعون مملكتهم بما كانوا يفتحونه من بلاد الدولة السلوقية حتى أصبحت دولتهم واسعة الأطراف، ثم حملوا على العراق سنة 143ق.م، وبعد حروب استمرت أعواما بين الأمتين «البرتيون واليونان»، وجلبت على أهل هذا القطر الذي صار ميدانا لتلك الحروب حينذاك أنواع النوائب، ثم تم أمر البرتيين في العراق سنة 126ق.م في عهد ملكهم مهرداد السادس (175-126ق.م)،
4
واتخذوا مدينة «سلوقية» التي بناها سلوقس الأول اليوناني على الضفة اليمنى من «دجلة» عاصمة لهم، بعد أن فتكوا بأهلها لتحزبهم للسلوقيين، ثم ابتنوا مدينة تجاه «سلوقية» على الضفة اليسرى من «دجلة» وسموها «قطيسفون»، وجعلوها عاصمة لهم بدلا من سلوقية، فسمى العرب هذه المدينة «طيسفون»، وسماها اليونان «أكتسيفون». (1) شكل حكومة البرتيين
كان نظام الدولة البرتية يختلف باختلاف الأقوام والأقاليم، وكانت تنقسم إلى ممالك صغيرة أو مقاطعات مستقلة، ولكل واحدة منها ملك يحكم عليها ويخضع للملك البرتي المقيم في «أكتسيفون»، فهي والحالة هذه أشبه بالولايات المتحدة، ومن تلك الممالك الصغيرة التي كانت في «العراق» إمارة «ميشان» التي كانت في موقع البصرة، وإمارة «حطارا» التي كانت قرب «تكريت»، وإمارة «حدياب» التي كانت في أرض الموصل وما يجاورها، أي بين الزابين وتمتد إلى الشرقات وإلى نصيبين وقاعدتها أربيل، وإمارة «الحيرة» المشهورة التي كانت في موقع أبي صخير، وهي حكومة عربية أسسها مالك بن فهم التنوخي سنة 138م. (2) العراق في عهد البرتيين
بعد أن تم أمر الدولة البرتية في بلاد «بابل»، أطلقوا لأهلها الحرية التامة في كل شيء، وأبقوا قوانين البلاد وشرائعها على ما كانت عليه قبلا، ولم يتعرضوا بديانات أهل البلاد ولا بعاداتهم وعوائدهم، ومنحوا لبعض المدن استقلالا إداريا، ولبعضها استقلالا إداريا وسياسيا، فكان في عهدهم لكل مدينة استقلال بلدي وحق في انتخاب القضاة والمجلس الإداري، كما كان في مدن الأقطار الأخرى التي تحت حكمهم، إلا أنهم جعلوا على العراق حاكما عاما فارسيا يدير شئون تلك المدن المهمة تحت إشراف الملك البرتي المقيم في «أكتسيفون»، وفرضوا على كل مدينة ضريبة سنوية تؤديها للحكومة، وبذلك تمتع العراقيون في أكثر عهد هذه الدولة بالحرية التامة، وعمرت بلادهم وكثرت ثروتهم، خصوصا وأن البلاد كانت هادئة لم يحدث فيها حرب دينية أو فتن مذهبية، إلا ما كان يحدث أحيانا بين أهل البلاد وبين اليهود من الفتن بسبب الاختلاف الديني، مما لا علاقة له برجال الدولة؛ لأن البرتيين لم يكن عندهم فرق بين دين وآخر، ولا تعصب لدين من الأديان حتى دينهم الرزدشتي الذي كانوا عليه؛ وما كان يحدث بين هؤلاء الملوك وملوك «سورية» في الحروب التي كاد يتطاير بعض شررها على أبناء الرافدين. (3) الحروب بين البرتيين وملوك سورية
لما تم أمر البرتيين في العراق وأسسوا دولة كبيرة تضم عدة أقاليم، حاولوا التسلط على سورية - كما حاول السلوقيون ملوك سورية الذين طردوا من العراق إرجاعه إليهم - فسببت تلك المطامع حروبا دامت أعواما طوالا خسرت فيها الدولتان خسائر فادحة، وأصيب بسببها أبناء الرافدين ببعض النوائب.
فلما انقضى عهد السلوقيين من سورية سنة 64ق.م وقام فيها الرومانيون، طمعوا في العراق كما طمع البرتيون في سورية، فامتدت من أجل ذلك بينهم الحروب وأكثرها كانت تقع فيما بين النهرين، ولكنها كانت في أول الأمر سجالا بين الأمتين، ثم صار النصر حليف الرومانيين
5
وحمل طريانوس الإمبراطور الروماني سنة 114م بجيش كبير على البرتيين في أيام الملك خسرو الذي سماه بعضهم أرشاق الرابع والعشرين، فانتصروا عليهم، وتوغل الإمبراطور في بلادهم حتى استولى على سواحل «دجلة» من جبال «أرمينيا» إلى «خليج فارس» سنة 115م، واستولى على مدينة «سلوقية» و«أكتسيفون» وغيرها من مدن العراق، وزعزع أركان الدولة البرتية وكاد يقضي عليها، إلا أن الملك البرتي خسرو تمكن أخيرا من جمع جيوشه المتفرقة، وحمل على الرومانيين وأخرجهم من بلاده فعادوا بالفشل.
6
Halaman tidak diketahui