تلك النظائر إلى الحرف أو الحروف التي تشبهها في سورة القرة، حتى إذا استنظف (٦٣) ما في سورة البقرة من ذكر القصص والحروف المتشابهة ذكر ما في سورة أل عمران وما يليها إلى آخر القرآن بذلك النعت» (٦٤) .
وهكذا بدأت هذه الدراسة القرآنية متمثلة في تتبع الآيات التي تشابهت، وجمع نظائرها كما فعل أئمة القراءات.
٤ ثم تطور التصنيف فيه، فاتجهت همة طائفة من العلماء إلى توجيه هذا النوع من الآيات، وبيان السبب، والحكمة في اختصاص كل آية بما جاء فيها مختلفا عن الآية المشابهة لها، وذلك لما نشأ أقوام من الزنادقة والملحدين فجعلوا يطعنون في كتاب الله العزيز، محتجين لباطلهم بما في القرآن من آيات تبدو لهم متعارضة المعنى، وتكرار لا فائدة فيه، وتشابه في الألفاظ القرآنية مما يؤدي إلى اشتباه بعضها ببعض، بسبب تقديم أو تأخير، أو في غير ذلك مما تقدم ذكره.
ومن هنا انتقل هذا العلم إلى مرحلة من أجل مراحل العلم، وهي مرحلة توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم، وبيان أسراره العلمية، وما فيه من وجوه الإعجاز، وهذه المرحلة هي التي كان فيها الكتاب الذي نحققه درة التنزيل وغرة التأويل لأبي عبد الله الخطيب، وما تبعه من المؤلفات التي سنذكرها إن شاء الله بعد قليل.
1 / 68