«ولقد أوغل جماعة ممن شاهدناهم فيه، حتى بلغوا به ألف حرف، ثم صعدوا به وصوبوا، فأقبلوا يتذاكرون فيما بينهم منه بمحلات، وبما لا يجدي، وإن كان غير محال نفعا فكان ممن يحذق فيه أبو جعفر محمد بن اسحاق الكوفي المراوحي (٥٩)، وكان مما يلقيه: كم في القرآن: من، ومن، وما ولن،..» وكان غيره يلقي: كم في القرآن حرفان مقترنان على لفظ واحد؟ يريد بذلك قوله في أل عمران ١٥: (..ورضوان من اله والله بصير بالعباد)، وفيها: (.. واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) أل عمران: ١٧٤ ... (٦٠) .
٣٤
٣- وهناك طريقة أخرى استحدثت في تصنيف الآيات المتشابهات، تعد تطورا كبيرا في تدرج هذا الفن، وهي تعتمد على حصر المتشابهات على أساس كل سورة سورة، حسب ترتيب المصحف الشريف، وقد أشار إلى ذلك ابن المنادي، وجعل النصف الثاني من كتابه متشابه القرآن لهذا النوع من التأليف (٦١)، حيث قال «نذكر ما في النوع السوري من تغايير أبنية الكلام والقصص، وترتيبها في التقديم والتأخير، والإيجاز، والتأكيد.. (٦٢») . ثم قال:
«.. وكأن الذي استحدثه أراد أن يقرب بعض الأشكال إلى بعض، فعمد إلى ما في سورة البقرة من حرف له نظير مذكور في سورة أخرى أو سور عدة، فأضاف
1 / 67