أو حسنتها. ويقال: إنها ابنة الملك "داريوس" لا ابنة أخيه كانت ذات جمال فائق وعقل رائق سلبت عقول اليونان بحسن سياستها وتدبير أعمالها حالة كونها ابنة ألد أعدائهم، وتوفيت وهم راضون عنها حتى إن بعضهم كان يعظمها مثل المعبودات.
أليصابات كارمن سيلفا ملكة رومانيا
هو الاسم الذي انتخبته لنفسها وأصل اسمها "أليصابات أوتيلي لويز رونويد" ولدت هذه الملكة في ٢٩ خلت من ديسمبر سنة ١٨٤٣ م ببلدة "موتربو" بقرب "تويد" اقترن بها في الخامس عشر من شهر نوفمبر سنة ١٨٦٩ م البرنس "شارل دي هوهترلون" الذي ألقيت إليه فيما بعد مقاليد الحكم برومانيا فقبل، وجعل هذه الإمارة من عداد الممالك المشهورة وذلك بعد حرب الترك والروس سنة ١٨٧٧ م، وقد رزقه الله في بادئ الأمر ببنت يسحر جمالها الألباب وتأخذ نباهتها وذكاؤها بالقلوب، ولكن لم يكن لها من طول الحياة نصيب حيث قصمت المنية عود شبابها، وقد سبب موتها لوالدتها من الآلام المرة ما لا يمكن الفهم وصفه ومحا من مخيلتها ما هي فيه من العز والجاه والفخار، ولها الحق في أن تقدم نفسها ضحية على مذبح الهموم والأكدار لأن ابنتها وقطعة كبدها حلت من الأدب والعلم إلى درجة قل أن يدرك شأوها من كان أكبر منها سنا من الذكور والإناث.
وكان للملكة ميل غريزي للسفر كامن فيها، فلما توفيت ابنتها برز هذا الميل وقالت من الشعر الرقيق، واللفظ الرشيق حتى إنها حازت بين قومها شهرة لم يسبقها إليها من انتهى إليه علم الشعر وكانت لها المشاركة الكلية في علم الأدب والوقوف التام على كلام الفصحاء.
وأما خصالها الحميدة وأفعالها المحمودة فحدث ولا حرج فإنها هي التي استحوذت على قلوب قومها، واستولت على عقول عشيرتها بما لها من لهجة الجانب ووداعة الأخلاق، والشفقة على المساكين من الرعايا واللطف بهم. وشاهدنا على ذلك لما كان زوجها يحارب تحت أسوار مدنية بلغتا بشجاعته المشهورة وشهامته التي لا تنكر كانت هي من جهة أخرى تواسي من أصيب بالجروح من العساكر وتسليه بالألفاظ التي لو كان به مهما كان لقام على قدم الصحة وشاركها في طريق العافية والشفاء.
ولما عمل عقد السلم وانقشعت سحب الحرب عادت إلى مقر وحدتها ومركز عزلتها وهو قصر السمائية نفسها في مخالب الحزن والهم على بنتها وتقطع حبل الوقت بمواصلة الليل بالنهار في المطالعة.
وإليها تنسب الآن نهضة أهل رومانيا في العلوم الأدبية لاسيما في الشعر منها وطالما شدت أذن الشاعر المشهور "إسكندر باشيلي" الذي هو الآن معتمد رومانيا في باريس ومدت إليه يد المساعدة في الأعمال الفكرية والمؤاثرة الشعرية، والمؤلفات المترجمة عديدة كثيرة التباين والاختلاف، فمنها ما هو نثر ومنها ما هو شعر وقد اشتهر فضلها في البلاد الفرنساوية فأخذ علماء هذه الديار في ترجمة مؤلفاتها النفيسة فقد ترجم الكاتب الشهير "لويز أولياك" كتابا لها عنوانه: "خطرات أفكار ملكة" وترجم الكاتب "سال" مؤلفاتها الشعرية والحوادثية.
وممن تصدى إلى كتابة تاريخ حياة هذه الملكة باللغة النمساوية جناب البارون "هكلرج" وقد طبع تاريخ حياتها جملة مرات، وكانت الطبعة الخامسة بمدينة "هردلبرق" سنة ١٨٨٩ م وجناب الموسيو "ميت كرمنتر" طبعه بمدينة "يرسلو" سنة ١٨٨٢ م، ومفصل ترجمة حياتها أيضا بقلم الموسيو "سرجي" طبع في باريس سنة ١٨٩٠، ولم تشتهر ترجمة ملكة مثل ترجمة هذه الملكة
أم السعد ابنة عصام الحميري
وتعرف بسعدونة من أهل قرطبة روت عن أبيها وجدها وغيرهما، وأنشدت لنفسها في تمثال نعل النبي ﷺ تكملة لقول غيرها هذا البيت:
1 / 53