141

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genre-genre

فإن قال: فقوله عز وجل: {وجعل القمر فيهن نورا} (¬1) ، أليس إنما هو نور في السماء الدنيا، وبينها وبين الثانية خمسمائة عام، وبينهما وبين الثالثة السماء الدنيا حجاب (¬2) ، فكيف قال تعالى: {وجعل القمر فيهن نورا}؟ قيل له: قال الكلبي (¬3) : معنى {فيهن} أي: معهن وليس هو من شيء في السماء، ولكنه على حدة، يضيء لهم بالليل والشمس سراج لهم بالنهار. قال قطرب: ومثله قوله عز وجل: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا} (¬4) ، أي: لو خرجوا معكم، وحروف الجر يدخل بعضها على بعض، ويكون المعنى واحدا. قال النابغة (¬5) :

فلا تتركني بالوعيد ... كأنني ... إلى الناس مطلي به القار ... أجرب (¬6)

أراد: كأنني مع الناس. وقال عكرمة: يضيء القمر فيهن كلهن، كما أنه لو /65/ أن سبع زجاجات بعضهن فوق بعض، وأسفل منهن شهاب أضأن كلهن من صفائهن. ومعنى السراج الضوء، يقال: أسرج إسراجا إذا أضاء، وأنشد الفراء (¬7) وغيره:

Halaman 145