Diya
الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10
Genre-genre
فإن قال: فقوله عز وجل: {هو الله الذي لآ إله إلا هو الملك القدوس} (¬1) وجميع ما مدح به نفسه تعالى في القرآن، أليس مدح النفس مذموما معيبا عند أهل العقل؟ قيل له: قال قطرب (¬2) في ذلك: إن مدح النفس إنما قبح من الآدمي الناقص في كل ما مدح به نفسه؛ لأنه إن قال: أنا الجواد، فثم بخل، وإن قال: شجاع، ففيه جبن، وإن قال: غني فثم فقر، وإن قال: قوي، فثم ضعف.
والله تبارك وتعالى جائز أن يمدح نفسه من وجهين: أحدهما أنه إذا قال: أنا الكريم الرحيم العليم الغني، وغير هذا من صفاته، كان فيه ذلك كله، لا نقص ثم ولا حد (¬3) . وهو كما وصف به نفسه. ومع ذلك إنه لا يريد بوصفه اجتلاب منفعة ولا دفع مضرة؛ لأنه الغني عن خلقه، وهم الفقراء إليه جميعا. فلما كان جل ثناؤه وعز ذكره مباينا للمخلوقين بجميع صفاته حسن وجاز المدح منه، ليعرف ذلك خلقه ليعبدوه ويعظموه.
* مسألة [في قوله عز وجل: {وجعل القمر فيهن نورا}]:
Halaman 144