132

Diwan

ديوان عبدالله البردوني

Genre-genre

وأرسى على كتفي شاهق ... كأرجوحة ، من ذهول الفكر

يلملم من جمرتي مقلتيه ... حبالا ، يخيط شراع السفر

ويجبل آثار أقدامه ... أباريق حب ، ونجوى سهر

واغضى ، فمنادى الرواح الرعاة ، ... فعادوا اثنى ، وتوالو ا زمر

وناشت خطاهم هدوء التراب ... ورعش الكلا ، وسكون الحجر

ونقر خطو القطيع الحصى ... كما ينقر السقف وقع المطر

وشد الرعاة ، إلى الراعيات ... شباب المنى ، وملاهي الصغر

وكانت (غزال) غناء الرعاة ... وصيف الربى ، وشذا المنحدر

مآرزها ، من رنو الحقول ... إليها ، ومن قبلات النهر

وقامتها ، من عمود الصباح ... ذوائبها ، من خيوط السحر

***

وكانت تماشي (مثنى صلاح) ... وتقرأ في وجه (تقوى) الأثر

ولما دنا الحي ضجت (سعاد) ... أضاع (حسين) الخروف الأغر

فمن من رآه ؟ تعالوا نعد ... مواشينا ، قبل تيه النظر

ولما أتموا ، حكت (وردة) ... و(فرحان) عن كل واد خبر

فأخبر : أين ذوى مرتع ؟ ... وأين زكا مرتع وازدهر؟

وفي أي شعب ، تمد الذئاب ... حلاقمها ، من وراء الحذر

***

ومروا كحقل ، تلم الرياح ... وريقاته ، وتميل الثمر

كقيثار هاو ، دؤوب ، يلح ... على وتر ، ويدمي وتر

وأدمى الوداع ، نداء العيون ... ولون ظل الغروب الخفر

***

وحيا فم القرية العائدين ... ونادى ممر ، ولبى ممر

وأخفى (عليا) مضيق طويل ... ووراى (ثقى) شارع مختصر

ودارت ثوان ، فران السكون ... ينوع ، بالذكريات السمر

ففي مسمر ، ذكريات (مريم) ... أباها ، وناحت كيوم انتحر

وفيمسمر بث ( سعد) أباه ... شجون الزواج ، وأغضى البصر

وثرثر في كل بيت حديث ... وأحزن كل حديث وسر

(فأم ثريا) تفوق الرجال ... وتوجى أمر ... وأحلى الذكر

فكيف تجلت مساء الزفاف ... وفي الصبح ، مات أبوها الأبر

(وأم علي) تربي الدجاج ... تكدح خلف ارتعاش الكبر

ترقع أسمال أطفالها ... وتحسو عروق يديها ... الإبر (وحسان) خان غرور البنات ... به ، وانتقى : أم إحدى عشر

Halaman 133