وشددت أزري حين حطني الورى ... ... بحولك ربي لا بحولي وقوتي فهب لي على ما صد عنك تكبرا ... ... وذل خضوع في رضاك وخشية
الخالق جل جلاله
ويا خالق الخلق المقدر كونهم ... ... نظاما قويما كل ذات لصورة
الهي ابتدعت الممكنات سوية ... ... كما شئت من جنس وطبع وهيأة
واتقنتها لم تحك صنعة متقن ... ... ... ولم تستعن فيها بظهرة قوة
أردت فكانت فاستقرت بدائعا ... ... بحكم اختيار لا بصنع وعلة
مظاهر ذات الله مظهر فعله ... ... ... مظاهر فعل الله مظهر حكمة
تجلت بتخصيص سر مخصص ... ... لذاتك لا بقواه ادراك فطرة
لقد كنت كنزا خافيا فخلقتهم ... ... ... لعرفانك اللهم من غير شبهة
نصبت لهم منهم عليك أدلة ... ... ... فما حيلة الأبصار عند الأدلة
فهب لي في الابداع فكرة ناظر ... ... ترقى يقيني فيك ارفع رتبة
ويا خالقي نور جناني وقالبي ... ... ويا خالقي أوجد رغائب طلبتي
البارئ جل جلاله
ويا بارئ الموجود موجده بلا ... ... مقال خلا من غيره للبرية
برأتهم من غير شيء معلل ... ... ... فما الحل والتوليد في أي نشأة
وما الحل والتوليد الا تسلسل ... ... ودور والا لاختيار وقدرة
وفي شاهد التطوير انك موجد ... ... مجرد ايجاد من العدمية
تعاليت انشأت الوسائط حكمة ... ... فما اثر الموسوط فعل الوسيطة
فما الفعل والتأثير والأمر والقضا ... ... تضاف لغير الحضرة البارئية
وذات الهيولى فطرة بابتداعه ... ... وليس لها في الخلق ذرة شركة
تعاليت تحتاج الهيولى لبارئ ... ... به واجب التأثير والقدمية
وجوب وجود البارئ الحق ملزم ... ... له الاقتدار المحض في الفاعلية
تبرأت من حول الحوادث مطلقا ... ... وأفنيتها في الحضرة الأحدية
وجردت أسراري لبارئ عالمي ... ... به من علاقاتي وآفات فطرتي
المصور جل جلاله
مصور أشكال الوجود معدل ال ... ... ذوات على ما شئت في أي صورة
الهي زينت الظواهر مطلقا ... ... ... وأعطيت بالتخصيص نور السريرة
وميزت بين البهائم خلقنا ... ... وزكيت بالاخلاص نفسا تزكت
وصورت فينا الغي والرشد والهوى ... فكل له ميل بحكم المشيئة
وصورت تكيل القوى كل قوة ... ... ... لما خصها في ذاتها من وظيفة
وصورت عرفان النفوس لربها ... ... فجدت وقامت واستقامت وتمت
Halaman 50