Din
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
Genre-genre
ما تبلغ به اثنين وأربعين كوكبا، ثم أثبتت الأرصاد الأخيرة من أجزاء هذه المجموعة ما يجاوز الألف، ثم قامت الدلائل القوية على أن كل مجموعتنا هذه ما هي إلا واحدة من ملايين المجموعات التي لها أجزاؤها، وتوابعها، والتي تختلف أعمارها، ويتفاوت جوها، ونظام حركاتها، وتكوين سطحها وطبقاتها، وأسلوب الحياة فيها، وكل ذلك لا نعرف عنه شيئا على وجه الوضوح واليقين، ولا أمل في الوصول إليه الآن إلا على ضرب من القياس والتخمين، فضلا عما وراء ذلك من فضاء أو ملاء، حتى إننا لو عرفنا كيف تتكاثف بعض الغازات السطحية السحابية العليا فتتولد منها الشموس، لبقي علينا أن نعرف من أين تتولد تلك السحابيات نفسها.
وهكذا كان اتساع نطاق المعلومات هو بنفسه اتساعا لنطاق المجهولات؛ لأن محيط كل دائرة جديدة يماس الحدين بباطنه وظاهره، فلا يسع العقل إلا التسليم بأن وراء كل مرحلة يقطعها من عالم الشهادة مراحل أخرى من عالم الغيب، في آماد وآباد، لا يدرك الإنسان نهايتها إلا إذا انقلب المحاط محيطا، والحادث الفاني أزليا باقيا، وصدق القرآن حين يقول:
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .
5 (4) العبرة العلمية في التعبير القرآني عن بدء الخلق
فإذا رجعنا من العالم الأكبر إلى العالم الأصغر، واعتبرنا الأشواط التي قطعها العلم في تحليل المادة إلى أجزائها وأجزاء أجزائها؛ فإننا نحصل على نتيجة مشابهة تمام المشابهة؛ ذلك أنه بعد أن وقف التحليل دهرا طويلا عن الذرة
atome
على أنها هي الحد الأدنى الذي لا يقبل الانقسام ولا الفناء، والذي يحتفظ بكتلته وخصائصه تحت تأثير كل القوى الطبيعية، وفي أثناء جميع التفاعلات الكيميائية أصبحت اليوم هذه الذرة نفسها عالما معقدا، مركبا من نواة جامدة وغلاف يدور حولها كما تدور السيارات حول الشمس، وتبين أن هذا الغلاف الذي هو جزء من تركيبها ما هو إلا شحنة كهربائية سالبة
electron
مجردة عن كل حامل مادي، وأنه يمكن فصله عنها بقوة إشعاعية أو بتسخين هائل.
بل تلك النواة نفسها، التي كانت تعد إلى عهد قريب متماثلة الأجزاء - أعني: ذات قوة إيجابية فحسب
Halaman tidak diketahui