270

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genre-genre

Retorik

وقدم عليه عاملاه(1) على اليمن، وهما: عبيد الله بن العباس(2)، وسعيد بن نمران(3)، لما غلب عليهما بسر بن أرطأة(4) ، فقام عليه السلام إلى المنبر ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد، ومخالفتهم له في الرأي، فقال:

(ما هي): الضمير للقصة(1)، كقوله تعالى: {إن هي إلا حياتنا الدنيا} [الأنعام: 29]، وقوله تعالى[{إن هي إلا فتنتك}[الأعراف: 155]: وقد يرد مذكرا، ويراد به الأمر كقوله:] (2) {إن هو إلا رجل به جنة}[المؤمنون: 25] وقوله تعالى: {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه}[الزخرف: 59] وهوضمير يفسره(3) مابعده، ويستعمل في الأمور التي عظم شأنها وفخم أمرها.

(إلا الكوفة): أي القصة(4) المعجبة، وهي ولاية الكوفة وأمرها.

(أقبضها وأبسطها): لا أمر لي في بلدة سواها بالقبض، والبسط، والحل، [والعقد] (5)، والإبرام، والنقض، فوضع القبض والبسط فيها موضع القهر والسلطنة لما كانا من فوائدهما.

(إن لم تكوني(6) أنت): إن لم يكن شأنك وأمرك في نفسك.

(تهب أعاصيرك): هبت الريح إذا هاجت، والأعاصير: جمع إعصار، وهي ريح تثير الغبار، وترتفع [إلى السماء] (7) كالعمود، قال الله تعالى: {فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت }[البقرة: 266] والمراد بذلك نهوض أهل الكوفة في نصرته والإقبال إليه، والريح قد ترد عبارة عن النصر، كما قال تعالى: {وتذهب ريحكم}[الأنفال: 43] والمعنى في هذا إن لم يكن أمرك وشأنك نصرتي وإعانتي.

Halaman 275