متتبعة فى تصرفاتها وأكثر كتابهم وأصحابهم عونا له عليهم. وطبل العطاء يضرب فى كل يوم ويحضر من ينتهى اليه الدعوة من القواد ومعه أصحابه بأحسن رتبة فقبض ماله والزيادات فى الأصول محظورة على العموم إلا عند الفتوح وما تدعو السياسة اليه من استمالة القلوب.
فقيل إن طغان الحاجب- وكان أكبر الأتراك فى دولته- راسل عضد الدولة وقد جرده الى بعض الثغور وسأله زيادة عشرة أرطال خبزا فى خزانته، فدفعه عن ذلك وحمل اليه خمسة آلاف درهم صلة وقال له:
- «هذا ثمن ما استزدتناه للسنين الكثيرة ولو أجبناك الى مرادك على ما طلبتنا به لا تفتح علينا باب لا يمكننا سده.»
قصته مع الوارد من الديلمان
وحدث أبو الحسن ابن عمارة العارض قال:
- ورد الى عضد الدولة فلان الديلمي [67]- وأسماه- من أرباب البيوتات المذكورة بديلمان فأكرمه وعظمه وخلع عليه وحمله على فرس بمركب ذهب.
واتفق أن دعا قائدا من أقاربه بالحضرة كانت له مروءة حسنة فشاهد من آلته ومروءته وزيه وتجمله ما كثر فى عينه، فاستقصر حاله عند ما شاهده فأحضر كتابا كان عضد الدولة قد استخدمه له وقال له:
Halaman 57