وترددت الرسالة بيني وبين ملك الروم. ثم استدعاني أياما متوالية وتولى خطابي بنفسه وساعدني الكانكلى بغضا للبركموس ومنافسة له، الى أن أجاب الى الهدنة على جميع ما تضمنه الشرط بعد مراجعات جرت لإخراج حلب فإنه ما أجاب اليه. فلما ضايقته فيه وقلت:
- «هذا كله بغير حلب لا يتم.» فقال:- دع هذا فلا نسلم غير ما سلمنا ولا نخلى عن بلد نأخذ خراجه إلا بالسيف، ولكنى أحملك رسالة الى صديقي [55] ومولاك فإنى أعلم أنه فاضل وإذا عرف الحق لم يعدل عنه.» ثم قال لمن حوله:
- «تباعدوا.» وقال لى سرا من كل أحد:
- «قل له: والله إنى اشتهى رضاك ولكنى أريد حجة فيه، فإن أردتم أن نحمل إليكم الخراج عن حلب أو أتركه لكم تأخذونه على أن تصرفوا ابن حمدان عنها فافعلوا ما بذلتموه على لسان ابن قونس.» اشارة الى تسليم ورد.
فقلت: «ما سمعت هذا ولا حضرته وإننى أستبعد فعله.» فتنكر على وقال:
- «دع التطويل فما بقي شيء تراجعني فيه.» وأمر أن تكتب جوابات، فكتبت وأحضرت لتوديعه.
واقع جيد وقع لابن شهرام
Halaman 48