Daulah Umayyah di Syam
الدولة الأموية في الشام
Genre-genre
36
ويظهر أن لمعاوية رأي الجماعات الذين تقدمت آراؤهم في أهل الكوفة، فعرف تخاذلهم وانقسام بعضهم على بعض، فقال ليزيد حين أوصاه: «انظر إلى حسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله، فإنه أحب الناس إلى الناس، فصل رحمه وأرفق به يصلح لك أمره، فإن يك منه شيء فإني أرجو أن يكفيه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه (يعني بهم أهل الكوفة).»
37
السبب الثاني:
هو عدم اهتمام الحسين الاهتمام الكلي في تنظيم دعوته
ونشرها بين الناس، فظن أن القوم سيقدمون على بيعته ويتهالكون في نصرته لانتسابه إلى رسول الله، وقد فاته أن الحياة جهاد، والقوي القوي فيها هو السباق إلى اكتساب ولاء الناس، إما ببذل الأموال لهم وإشراكهم في بعض المطامع الدنيوية، وإما بإسناد المناصب العالية لأشرافهم وزعمائهم كما فعل الأمويون.
وقد نبهه أخوه محمد ابن الحنفية فأوصاه بقوله: «تنح بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فإن بايعوا لك حمدت الله على ذلك، وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك، إني أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم، فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا وأما أضيعها دما وأذلها أهلا، فانزل مكة فإن اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك، وإن نبت بك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس، وتعرف عند ذلك الرأي فإنك أصوب ما يكون رأيا وأحزمه عملا حتى تستقبل الأمور استقبالا، ولا تكون الأمور عليك أبدا أشكل منها حين تستدبرها استدبارا.»
38
ونوه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى أهمية الدرهم والدينار وتأثيرها في النفوس، فقال للحسين: «قد بلغني أنك تريد المسير إلى العراق، وإني مشفق عليك من مسيرك، إنك تأتي بلدا فيه عماله وأمراؤه ومعهم بيوت الأموال، وإنما الناس عبيد لهذا الدرهم والدينار، ولا آمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره ومن أنت أحب إليه ممن يقاتلك معه.»
39
Halaman tidak diketahui