قوله: وحذفه جئت به مرتبا، والذي يحذف غالبا في المصاحف من حروف الهجاء ثلاثة: الألف، والواو، والياء المديتان، وهي التي تزاد أيضا. وإنما اختصت هذه الأحرف بالحذف غالبا لكثرة دورها، وبقاء ما يدل عليها عند حذفها، وهو الحركات التي نشأت هذه الأحرف عنها، وإنما اقتصر في الترجمة على الحذف؛ لأنه هو المخالف لقاعدة الرسم القياسي، وأما الإثبات فلا حاجة إلى التنصيص عليه لجريانه على القياس، ولذا لم يترجم له، ولم يتعرض لشيء منه استقلالًا.
"واعلم" أن البسملة إن كانت من الفاتحة، ومن كل سورة أو من الفاتحة فقط كما قيل بكل منهما دخل في ترجمة الفاتحة ولا إشكال، وإن لم تكن من الفاتحة ولا من غيرها كما هو قول مالك، وجماعة دخلت فيا أيضا لملازمتها إياها لفظا وخطا.
تنبيهان:
التنبيه الأول: الحذف الواقع في المصاحف ثلاثة أقسام، حذف إشاة، وحذف اختصار، وحذف اقتصار.
أما حذف الإشارة فهو ما يكون موافقا لبعض القراءات نحو: ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا﴾ فإن أبا عمرو البصري قرأ بحذف الألف من اللفظ، والباقون بإثباتها فحذفت الألف في الخط إشارة لقراء الحذف، ولا يشترط في كونه حذف إشارة أن تكون القراء المشار إليها متواترة، بل ولو شاذة لاحتمال أن تكون غير شاذة حين كتب المصاحف، وهذا القسم يعلم مما سنذكره في الشرح من قراءة الكلمة بدون ألف.
وأما حذف الاختصار، أي: التقليل فهو ما لا يختص بكلمة دون مماثلها فيصدق مما تكرر من الكلمات، وما لم يتكرر منها، وذلك كحذف ألف جموع السلامة: كالعلمين والذريت.
وأما حذف الاقتصار فهو ما اختص بكلمة أو كلمات دون نظائرها: "كالميعد، في الأنفال، و"الكفر" في الرعد، وربما جامع القسم الأول كلا من القسمين الأخيرين، "كواعدنا"، وفيها "سراجا"، وربا اجتمع القسمان الأخيران، وذلك حيث تتفق المصاحف على حذف كلمة، وتختلف في نظائرها فيكون
اختصارا بالنسبة إلى حذف النظير في
1 / 66