Dacaya Ila Sabil Muminin
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
Genre-genre
( الطمع والبخل والشح ) من الخلال الرديئة التي يجب العمل على محوها واستئصالها منذ ظهورها مع النشاة الإنسانية ، فإنها أصل الذل ، ومما يجب علمه أن حب النفس وما ينشأ عنه من الميول الشخصية دائرة على المنفعة الذاتية ، بخلاف الميل إلى الجنس فإن كثيرا ما يكون مجردا عن قصد الفائدة الشخصية ، ولهذا كان أشرف من الأول وأقرب إلى الكمال الإنساني .
فإذا يجب على العاقل أن يعرف ما ابتلى به الإنسان من تلك النقائص وأشباهها، وحاجاته الضرورية إلى إزالتها وتكميلها ، ويلتمس الفضيلة في نفسه العاقلة التي صار بها إنسانا ، وينظر إلى النقائص التي في هذه النفس خاصة فيروم تكميلها جهد طاقته ويلتمسها في غيره ؛ لأن الإنسان قلما يدرك عيوب نفسه لهذا قال - عليه الصلاة والسلام - :( المؤمن مرآة أخيه ) فإن صفات الكمال الإنساني خيرات لا تستر، وجمال يدنو إليه كل ذي وجدان ، وهي التي يكون بها بعض الناس أفضل من بعض وبعضهم أقوي إنسانية من بعض ، ويغذو نفسه العاقلة بغذائها الموافق لها وهو العلم والزيادة في المعقولات والارتياض بالصدق وقبول الحق والنفور من الكذب والباطل .
واجب الأمة
مما لا مرية فيه رقي الغربيين في الفنون والصنائع وتقدمهم في النفوذين السياسي والاقتصادي ، ولا جحود لما يبتكرون للبشر من مواد الحياة والعمران والتمدن ، ولا ترد صوابا ولا تقطع قطرا ولا تقف على صناعة ولا تدخل سوقا إلا رأيت من آثارهم ونتائج قرائحهم ، ولا يمر حين من الدهر إلا وتسمع بمؤتمر لهم علمي أو عكاظ صنائعهم ، ولاتأتي بلدا بل قرية إلا وجدت فيها مدارس لأبنائهم ، ولا تركوا صنفا من صنائع الشرقيين إلا جاؤا بمثله ، حتى كادوا يقضون على سائر صنائعنا وهذا إحدى غاياتهم نحو الشرق .
Halaman 124