Dacaya Ila Sabil Muminin
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
Genre-genre
وتستحيل صفات غير مذمومة إلى مذمومة كالغيرة عند فقدان اعتدالها ( حسدا ) والمبالغة في إكبار النفس إلى حد أن لا يكبر في عينها أحد ( كبرا ) وحب النفس والتعالي إلى حب الرئاسة وإلى حب السلطة ، وإليك ما تتنور به بصيرتك وتقف به على بعض حالة النفس الطالحة من كتاب علم النفس : ولا حرج على المرء في حب الرئاسة والسلة إذا كان فيه من ( الاستعداد الطبيعي ) وعنده من (الكمال الأدبي ) ما يؤهله إلى هذه المكانة العالية ، ولم يستفز به توليتها إلى الاستقلال الفاسد والاستبداد الباطل والتكبر المشؤم والتجبر المهلك ، فلا يسوغ أن يترك المهلك فلا يسوغ أن يترك أحد يطمح نظره إلى هذه المنزلة السامية إلا إذا تحقق فيه كرم العنصر وطيب المحتد ، وتبين حسن مذهبه وجميل مقصده وعلو همته وظهرت جودة فكره وقوة عقله وسعة معارفه وأصالة رأيه وكثرة تجاربه وحسن تدبره في العواقب ولطف تبصره في الأمور ، وجمع إلى فصاحة اللسان وبلاغة القول والقدرة على العمل ومضاء العزيمة وحب المشاركة في الآراء والمشاورة في المسائل ، والإذعان إلى الحق والمساعدة إلى اظهاره والعمل به ، وإلا دخل بشهوة على الأعمال فأبطلها وحشا بأهوائه المصالح فأفسدها ورمى النظامات بسوء تصرفاته فأخلها ، فكانت عاقبة ذلك ليس فقط دمار الفرد الواحد بل دمار الأمة بأجمعها بل دمار الإجتماع الإنساني برمته ، وذلك هو الوبال الأكبر والخسران المبين ، فحذار حذار من حب الرئاسة والسلطة إلا من اتبع قانونا عدلا ولم يخالفه طرفة عين، أما إذا كان الداعي إلى حب هذين الأمرين ليس هو حب النفس بل إرادة الإصلاح المعززة بالاستحقاق والأهلية والكفاءة وذلك باستيفاء الشروط التي قدمناها فإنه يكون شيمة كريمة كما في عصر الخلفاء الراشدين وأمراء المؤمنين المهديين اه
ويتبدل الحرص طبعا باشتداد حب الاستزادة إلى حد التعلق ببعض أسباب واهية ظنا أنها توصل إلى الحصول على ما يراه ، وحب الاستئثار إلى ( بخل وشح ) وكل من
Halaman 123