هأنذي نازلة.
الوصيفة (وهي تشير إلى الغلامين) :
وما شأن هذين اللاعبين اللذين ينفثان السحر في المعازف؟
سيرانو :
كسبتهما اليوم من «داسوسي» مراهنة، فقد كنا نتحدث في مشكلة نحوية، فاحتدمت المناقشة اللغوية، واصطخبت بيننا الحجج والاعتراضات الجدلية، أنا أقول الصحيح هو كذا، وهو يقول: لا، بل الصحيح هو كذا، وبينما نحن في حوار ومناظرة ونقاش محتدم، وجدليات مستمرة، إذ جاء هذان الغلامان اللذان اعتاد أن يتخذهما لنفسه حرسا كلما ذهب أو خرج من داره، وهما بالعزف والتوقيع عليمان، وللموسيقى بضروبها حاذقان، فقال صديقي العالم النحرير، والفقيه الكبير: أراهنك على يوم كامل من الموسيقى تسمعه إذا كنت أنت المصيب، وكان مني الخطأ، وانفلت إلى مظلته يغوص فيها، وإلى مراجعه يبحث وينقب خلالها، حتى وجد ما كنا فيه مختلفين، فظهر أني أنا المحق، وأنه هو المبطل، فكان لي الغلامان يغنيان لي، ويعزفان إلى أن تستقل «فيبيس»
1
مركبتها مع الصبح إذا تنفس، وقد جئت بهما يطيعان أمري، ويشنفان برنين المثاني والمثالث سمعي، وقد بدا الأمر لي أولا بديعا مسليا، ولكني بدأت أمله، وأوشكت أن أضيق به (يستدير نحو الغلامين العزافين) ، وأنتما يا هذان، اذهبا إلى مونفليري، وغنياه لحنا راقصا! (وكان الممثل يسكن في تلك الناحية، فيتقدم أحد العازفين يريد بابه.)
سيرانو (إلى الوصيفة) :
الليلة أتيت كعادتي لأسأل روكسان ... (إلى الغلامين)
أطيلا العزف، وأكثرا من التوقيع، وأفسدا النغم، وانشزا ما استطعتما نشوزا حتى تزعجاه، وتكدرا عليه عمله، (مخاطبا الوصيفة)
Halaman tidak diketahui