سلطتهم المفقودة في الإحساء (١) وقد وقع بين الأخوين معارك عدة، تبادلا فيها الهزائم، كان أول لقاء بينهما في وقعة (الجودة) (٢) سنة (١٢٨٧هـ)، حيث وقعت معركة حامية الوطيس، غلب فيها عبد الله، وكسرت شوكته، فذهب يستنجد بأمراء القبائل في عنيزة وحائل، فلم يجد لديهما آذان صاغية؛ خوفًا من سعود، ولقي قولًا حسنًا لدى رئيس سبيع عساف بن اثنين، ولدى زعيم قبيلة مطير سلطان الدويش.
ثم بعث عبد العزيز أبو بطين إلى والي بغداد مدحت باشا (٣)، يستعينه على أخيه (٤) . فرأى مدحت أن الوقت قد حان لاسترداد الإحساء من آل سعود، فنهض
_________
(١) انظر: تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد، ص١٧٧. وصقر الجزيرة، ١/٧٤. وجزيرة العرب في القرن العشرين، لحافظ وهبة، ص٢٤١.
(٢) وقعة الجودة: (الجودة) ماء معروف. وقد كانت هذه الوقعة بين سعود بن فيصل -عندما قدم من عمان ومعه جنود كثيرة من العجمان، واستولى على الحسا- وأخيه محمد بن فيصل، الذي جهزه أخوه عبد الله بن فيصل لقتال سعود، بعد أن سمع بقدومه من عمان والبحرين للحسا. فنزل محمد على الجودة، فحصل بينهم وقعة شديدة في رمضان ١٢٨٧هـ؛ وصارت الهزيمة على محمد وأتباعه، وأسر محمد، وأرسله أخوه سعود إلى القطيف، فحبس هناك، إلى أن أطلقه عسكر الترك في ربيع الآخرة، ١٢٨٨هـ.
انظر: تاريخ المملكة، لصلاح الدين، ١/٣٦٧. بعض الحوادث الواقعة في نجد، ص١٧٩-١٨١، ١٨٢. وتذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الواحد الديان، وذكر حوادث الزمان، للشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن، من علماء أهل القصيم في بريدة، ط/١ على مطابع مؤسسة النور للطباعة والتجليد، الرياض.١٨٦-١٩٥. تحفة المستفيد، ص١٦٩-١٧٠.
(٣) مدحت باشا: (أو أحمد مدحت) ابن حاجي حافظ أشرف أفندي (أبو الأحرار) العثماني. ولد في اسطنبول، وكان أبوه قاضيًا، وسماه "محمد شفيق" وغلب عليه اسم "أحمد مدحت" ثم "مدحت" تعلم العربية والفارسية، وتقلب في الوظائف، وعين واليًا على بغداد سنة (١٢٨٦-١٢٨٨هـ) ودُعي إلى الأستانة معزولًا، فما لبث أن تولى منصب الصدارة العظمى، وأصدر الدستور العثماني سنة (١٢٩٣هـ)، توفي سنة (١٣٠١هـ) . الأعلام للزركلي، ٧/١٩٥.
(٤) وعلى هذا الفعل عاتبه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، وبيّن له بطلانه، كما سياتي في رسالته (١١)، ص٢٨٨. وانظر: جزيرة العرب في القرن العشرين، ص٢٤٢.
1 / 47