ومن جوابه عليه السلام على ابن المعتز العباسي حين قال مخاطبا
للعلويين:
بني عمنا أرجعوا ودنا .... وسيروا على السنن الأقوم
لكم مفخر ولنا مفخر .... ومن يؤثر الحق لم يندم
ورثنا وأنتم نبي الهدى .... وذا المجد والشرف الأعظم
فأنتم بنو بنته دوننا .... ونحن بنو عمه المسلم
إلى آخرها، وهذه الأبيات قد ذكرها الإمام عليه السلام في الشافي:
بني عمنا إن يوم الغدير .... يشهد للفارس المعلم
أبينا علي وصي الرسول .... ومن خصه باللوا الأعظم
لكم حرمة بانتساب إليه .... وها نحن من لحمه والدم
لئن كان يجمعنا هاشم .... فأين السنام من المنسم
وإن كنتمو كنجوم السماء .... فنحن الأهلة للأنجم
فنحن بنو بنته دونكم .... ونحن بنو عمه المسلم
حماه أبونا أبو طالب .... وأسلم والناس لم تسلم
وقد كان يكتم إيمانه .... فأما الولاء فلم يكتم
فأي الفضائل لم يحوها .... ببذل النوال وضرب الكمي
قفونا محمد في فعله .... وأنتم قفوتم أبا مجرم
هدى لكم الملك هدى العروس ....فكافأتموه بسفك الدم
المراد به أبو مسلم الخراساني مؤسس الدولة العباسية، وقد كانت دعوتهم إلى القيام بثأر أهل البيت عليهم السلام كما قال ابن المعتز:
ونحن نهضنا رافعين شعارنا بثارات زيد الخير عند التجارب
وقد كان بنو هاشم جميعا بايعوا الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية عليهم السلام ومنهم أبو جعفر المنصور، ثم غدره هو وأبومسلم، فسلطه الله عليه فقتله أبوجعفر غدرا {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا}[الأنعام:129] وقد منع محمدا لضرورة الشعر كقول العباس ابن مرداس:
فما كان حصن ولاحابس .... يفوقان مرداس في مجمع
قال الإمام:
ورثنا الكتاب وأحكامه .... على مفصح الناس والأعجم
فإن تفزعوا نحو أوتاركم .... فزعنا إلى آية المحكم
أشرب الخمور وفعل الفجور .... من شيم النفر الأكرم
قتلتم هداة الورى الطاهرين .... كفعل يزيد الشقي العمي
فخرتم بملك لكم زائل .... يقصر عن ملكنا الأدوم
ولابد للملك من رجعة .... إلى مسلك المنهج الأقوم
إلى النفر الشم أهل الكساء .... ومن طلب الحق لم يظلم
يغشون بالنور أقطارها .... وتنسل عن ثوبها الأسحم
Halaman 57