159

Sekuntum Mutiara Berharga

العقود الدرية

Penyiasat

محمد حامد الفقي

Penerbit

دار الكاتب العربي

Nombor Edisi

الأولى

Lokasi Penerbit

بيروت

والتجربة تدل على مثل مَا دلّ عَلَيْهِ الْقُرْآن فَإِن هَؤُلَاءِ الَّذين فروا فِي هَذَا الْعَام لم يَنْفَعهُمْ فرارهم بل خسروا الدّين وَالدُّنْيَا وتفاوتوا فِي المصائب والمرابطون الثابتون نفعهم ذَلِك فِي الدّين وَالدُّنْيَا حَتَّى الْمَوْت الَّذِي فروا مِنْهُ كثر فيهم وَقل فِي المقيمين فَمَاتَ مَعَ الْهَرَب من شَاءَ الله والطالبون لِلْعَدو والمعاقبون لَهُ لم يمت مِنْهُم أحد وَلَا قتل بل الْمَوْت قل فِي الْبَلَد من حِين خرج الفارون وَهَكَذَا سنة الله قَدِيما وحديثا ثمَّ قَالَ تَعَالَى ﴿وَإِذا لَا تمتعون إِلَّا قَلِيلا﴾ يَقُول لَو كَانَ الْفِرَار ينفعكم لم ينفعكم إِلَّا حَيَاة قَليلَة ثمَّ تموتون فَإِن الْمَوْت لَا بُد مِنْهُ وَقد حكى عَن بعض الحمقى أَنه قَالَ فَنحْن نُرِيد ذَلِك الْقَلِيل وَهَذَا جهل مِنْهُ بِمَعْنى الْآيَة فَإِن الله لم يقل إِنَّهُم يتمتعون بالفرار قَلِيلا لكنه ذكر أَنه لَا مَنْفَعَة فِيهِ أبدا ثمَّ ذكر جَوَابا ثَانِيًا أَنه لَو كَانَ ينفع لم يكن فِيهِ إِلَّا مَتَاع قَلِيل ثمَّ إِنَّه ذكر جَوَابا ثَالِثا وَهُوَ أَن الفار يَأْتِيهِ مَا قضي لَهُ من الْمضرَّة وَيَأْتِي الثَّابِت مَا قضي لَهُ من المسرة فَقَالَ ﴿قل من ذَا الَّذِي يعصمكم من الله إِن أَرَادَ بكم سوءا أَو أَرَادَ بكم رَحْمَة وَلَا يَجدونَ لَهُم من دون الله وليا وَلَا نَصِيرًا﴾

1 / 175