151

Sekuntum Mutiara Berharga

العقود الدرية

Penyiasat

محمد حامد الفقي

Penerbit

دار الكاتب العربي

Nombor Edisi

الأولى

Lokasi Penerbit

بيروت

فَأَما المُنَافِقُونَ فقد مضى التَّنْبِيه عَلَيْهِم
وَأما الَّذين فِي قُلُوبهم مرض فقد تكَرر ذكرهم فِي هَذِه السُّورَة فَذكرُوا هُنَا وَفِي قَوْله ﴿لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض والمرجفون فِي الْمَدِينَة﴾ وَفِي قَوْله ﴿فيطمع الَّذِي فِي قلبه مرض﴾
وَذكر الله مرض الْقلب فِي مَوَاضِع فَقَالَ تَعَالَى ﴿إِذْ يَقُول المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض غر هَؤُلَاءِ دينهم﴾
وَالْمَرَض فِي الْقلب كالمرض فِي الْجَسَد فَكَمَا أَن هَذَا هُوَ إِحَالَة عَن الصِّحَّة والاعتدال من غير موت فَكَذَلِك قد يكون فِي الْقلب مرض يحيله عَن الصِّحَّة والاعتدال من غير أَن يَمُوت الْقلب سَوَاء أفسد إحساس الْقلب وإدراكه أَو أفسد عمله وحركته
وَذَلِكَ كَمَا فسروه هُوَ من ضعف الْإِيمَان إِمَّا بِضعْف علم الْقلب واعتقاده وَإِمَّا بِضعْف عمله وحركته فَيدْخل فِيهِ من ضعف تَصْدِيقه وَمن غلب عَلَيْهِ الْجُبْن والفزع فَإِن أدواء الْقلب من الشَّهْوَة الْمُحرمَة والحسد والجبن وَالْبخل وَغير ذَلِك كلهَا أمراض وَكَذَلِكَ الْجَهْل والشكوك والشبهات الَّتِي فِيهِ
وعَلى هَذَا قَوْله ﴿فيطمع الَّذِي فِي قلبه مرض﴾ هُوَ إِرَادَة الْفُجُور

1 / 167