322

Cuqud Ciqyan

عقود العقيان2

Genre-genre

قال ابن عباس: أول ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة كان أكثر أهلها اليهود، أمر الله نبيه أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود بذلك، فاستبقله رسول الله صلى الله عليه وآله بضعة عشر شهرا، وكان يحب قبلة أبيه إبراهيم صلى الله عليهما، وكان يسأل الله تعالى وينظر إلى السماء، فأنزل الله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام...} الآية.

روينا من طريق سيدي ووالدي أمير المؤمنين قدس الله روحه عليه السلام.

ولما حول الله سبحانه القبلة إلى البيت الشريف، قالت اليهود: إن كان محمد ا على الحق فيما مضى فما كان ينبغي له أن يرجع عنه، وإن كان يومئذ على الباطل فما كان ينبغي له أن يقيم عليه، وهو التعيير الذي روينا أن اليهود عيرت المسلمين بذلك، فأنزل الله تعالى الآية.

ثم قال سبحانه: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} يعني تقدس وتعالى ليظهر المعلوم من من قد أحاط تعالى به علما من المبتع للقبلة من غيره وإن كانت ...تعالى هذه الخصلة التي هي المتالغة {لكبيرة} شاقة {إلا على الخاشعين} يعني المصدقين بما أنزل الله تعالى.

اختلف في أي شهر نسخت القبلة وفي أي صلاة.

قيل: نسخت يوم الاثنين في نصف رجب في صلاة الظهر.

قال قتادة: حولت يوم الثلاثاء للنصف من شعبان، وقيل في جمادى الآخرة، عن إبراهيم.

إن قيل: لماذا كان يختار النبي صلى الله صلى الله عليه وآله أن تكون القبلة البيت الشريف.

قلت: وجهان اثنان:

أحدهما: أنها كانت قبلة إبراهيم صلى الله عليه، فأحب أن تكون قبلته.

Halaman 82