اختلف العلماء في هذه الآية، وسبب اختلافها في نسخها وأحكامها اختلافهم في سبب نزولها.
قيل: نزلت في صلاة التطوع، وعلى الراحلة.
وقيل: نزلت في صلاة المستأنف والخائف، وقيل: نزلت في الدعاء لما نزل قوله سبحانه: {ادعوني أستجب لكم}، قالوا: أين ندعوه؟ فنزلت الآية، وهذه أقوال من يجعلها محكمة، وكذلك قول من جعل سبب نزولها السرية التي بعثهم رسول الله صلى الله عليه وآله في حاجة له عليه السلام، فعميت عليهم القبلة فاختلفوا فيها، فقائل قال: القبلة ها هنا، وخطوا خطوطا قبل الشمال، وقائل القبلة هاهنا قبل الجنوب، وخطوا خطوطا، فأصبحوا وطلعت الشمس وأصحبت الخطوط غير القبلة، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله فنزلت الآية، وهذا الذي كان سيدي ووالدي أمير المؤمنين عليه السلام يرويه في سبب نزولها.
وروينا من غيرطريقه قدس الله روحه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة مظلمة فنزلنا منزلا، فجعل الرجل يأخذ الأحجار فيعمل مسجدا يصلي فيه، فلما أصبحوا إذا نحن قد صلينا غير القبلة، فقلنا: يارسول الله لقد صلينا ليلتنا هذه لغير القبلة، فنزلت الآية.
وأما من قال: أن الآية منسوخة، فإنه يقول: لما حول الله تعالى القبلة إلى الكعبة عيرت اليهود المسلمين في انحرافهم [38] عن بيت المقدس، فأنزل الله تعالى الآية ردا عليهم وجوابا لهم، وإلى نسخها ذهب ابن عباس وهو قول أبي القاسم.
قال قتادة: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة صلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا، ومنهم من يقول ثلاثة أشهر، وأنزل الله تعالى النسخ.
Halaman 81