79

Cumdat Huffaz

عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ

Penyiasat

محمد باسل عيون السود

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Genre-genre

Kamus Bahasa
وسلامه عليهم بمنزلة اليقظة لا فرق بينهما. وقوله:﴾ وما أمرنا إلا واحدة كلمحٍ بالبصر [[القمر: ٥٠] عبر به عن سرعة إيجاده بأسرع ما يدركه فهمنا، وتسعه عقولنا. وعليه قوله:﴾ إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ﴿[يس: ٨٢]. وقوله:﴾ بل سولت لكم أنفسكم أمرًا ﴿[يوسف: ١٨] عبر به عما تأمر به النفس الأمارة المشار إليها بقوله:﴾ إن النفس لأمارة بالسوء ﴿[يوسف: ٥٣]. وقوله:﴾ أتى أمر الله ﴿[النحل: ١] يعني القيامة. فعبر عنها بأعم أحوالها من أقوالٍ وأفعالٍ. وقوله:﴾ أمرنا مترفيها ﴿[الإسراء: ١٦] أي أمرناهم بالطاعة فعصوا. وقيل: معناه كثرناهم فبسبب ذلك عصوا وفسقوا، وتنصره قراءة "أمرنا" بالتشديد و"آمرنا" بالمد. وقد منع أبو عمروٍ "أمرنا" بمعنى التكثير، مخففًا غير ممدودٍ، وأثبته أبو عبيدة مستدلًا بقوله ﵊: "خير المال مهرة مأمورة وسكة مأبورة". المأمورة: الكثيرة النتاج، وهي من أمر الثلاثي. والمأبورة: التي لقحت. والسكة: حديقة النخل. وقد حكي: أمرت المهرة بالتخفيف والقصر؛ فهي مأمورة. وآمرتها بالمد فهي مؤمرة. وأمر القوم: كثروا، لأنهم لما كثروا صاروا ذوي أمرٍ من حيث إنه لابد لهم من سائسٍ. وقيل في قراءة: أمرنا بالتشديد جعلناهم أمراء، وسلطانهم آمر عليهم يأمر صار أميرًا. وفي الحديث: "آمري جبريل"، أي وليي وصاحب أمري. وقيل: إن كثرة الأمراء سبب في إفساد ... وقوله:﴾ لقد جئت شيئًا إمرًا ﴿[الكهف: ٧١] أي شيئًا منكرًا، وهو من أمر الأمر، أي كبر وكثر، نحو: استفحل الأمر. والائتمار: التشاور. وأصله أن الائتمار قبول الأمر، وذلك أن المتشاورين يقبلون أمر بعضٍ بعضًا، ومنه:﴾ إن الملأ يأتمرون بك ﴿[القصص: ٢٠]. قال الأزهري: الباء

1 / 115