215

============================================================

مربيه؛ ففي الوالدة والقابلة: الأمن والشفاء. وفي اسم الحاضنة: البركة والنماء. وفي مرضعيه صلى الله عليه وآله وسلم: الثواب والحلم والسعد.

وفي مولده صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين إشارات منها: ما ورد في مسند الإمام أحمد بن حتبل 2/ 327 : " أن الله تعالى خلق الشجر يوم الاثنين" . وفي ذلك تنبيه عظيم وهو أن خلق الأقوات والأرزاق والفواكه والخيرات التي يمتد بها بنو آدم ويحيون ويتداوون وتشرح صدورهم لرؤيتها، وتطيب بها نفوسهم، وتسكن خواطرهم عند رؤيتها لاطمئنان فوهم لتحصيل ما ييقي حياتهم، على ما جرت به حكمة الحكيم سبحانه وتعالى: فوجوده صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الشهر في هذا اليوم قرة عين بسبب ما وجد من الخير العظيم والبركة الشاملة لأمته صلى الله عليه وآله وسلم.

وهناك إشارة أخرى وبشاره: وهي آن ظهوره صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع إشارة ظاهرة لمن تفطن لها بالنسبة إلى اشتقاق لفظة " ربيع إذ أن فيه تفاؤلا حسنا ويشارة لامته صلى الله عليه وآله وسلم. وقد قال الشيخ الإمام أبو عبد الرحمن الصقلي رحمه الله تعالى: لكل إنسان من اسمه نصيب، هذا في الأشخاص، وكذلك في غيرهم، وإذا كان ذلك كذلك؛ ففصل الربيع فيه تنشق الأرض عما في باطنها من نعم المولى سبحانه وتعالى وأرزاقه التي بها قوام العباد وحياتهم ومعايشهم وصلاح أحوالهم، فتنفلق الحبة والنوى، وأنواع النبات والأقوات المقدرة فيها، فتبهج الناظر عند رؤيتها، وتبشره بلسان حالها بقدوم ينعها، وفي ذلك إشارة عظيمة إلى الاستبشار بابتداء نعم المولى سبحانه وتعالى، ألا ترى أنك إذا دخلت إلى البستان في مثل هذه الأيام تنظر إليه كأنه يضحك لك، وتجد زهره كأن لسان حاله يخبرك بما لك من الأرزاق المدخرة، والفواكه . وكذلك الأرض إذا أبهج نوارها كأنه يحدثك بلسان حاله كذلك أيضا.

330

Halaman 215