Ciyar Shicr
عيار الشعر
Penyiasat
عبد العزيز بن ناصر المانع
Penerbit
مكتبة الخانجي
Lokasi Penerbit
القاهرة
مَا يَشيِنُهُ من سَفْسَافِ الْكَلَام وسَخيفِ اللّفْظِ، والمَعَاني المُسْتَبْردَةِ، والتَّشْبيهاتِ الكاذبة والإِشاراتِ المَجْهولة، والأوْصاف البَعيدةِ، والعبارات الغَثَّة، حَتَّى لَا يكونَ مُلَفَّقًا مَرْقُوعًا، بل يكونُ كالسَّبيكة المُفْرَغَةِ، والوَشْي المُنَمْنَم، والعِقْد المُنَظَمِ، والرِّيَاضِ الزاهرة، فتسابِقُ معانيهِ ألفاظَهُ فَيَلْتَذٌّ الفَهْمُ بِحُسْنِ مَعَانِيه كالتِذَاذِ السَّمْعِ بمونِق لَفْظِه، وتكونُ قَوَافيهِ كالقَوَالبِ لمعانيه، وتكونُ قَوَاعِدَ للْبِنَاء يَتَرَكَّبُ عَلَيْهَا ويَعْلو فوْقَها، ويكونُ مَا قبلهَا مَسبُوقًا إِلَيْهَا وَلَا تكون مَسْبُوقَةً إِلَيْهِ فَتَقْلَق فِي مَوَاضِعها، وَلَا تُوافِق مَا يَتَّصِلُ بهَا، وَتَكون الألفاظُ مُنْقَادَةً لما تُرَادُ لَهُ، غَيْرَ مُسْتَكرَهَةٍ وَلَا مُتْعَبَةٍ، مُخْتَصَرةَ الطُرق، لَطِيفةَ المَوَالِج، سَهْلَةَ المَخَارج.
وَجَماعُ هَذِه الأدوات كمالُ العَقْلِ الَّذِي بِهِ تَتَميزُ الأضدادُ، ولزومُ العَدْل، وإيثارُ الحَسنِ، واجتنابُ القَبيحِ، ووَضْعُ الأشْياءِ مَوَاضِعَهَا.
(بِنَاءُ القَصِيدَة)
فإذاَ أرَادَ الشَّاعِرُ بناءَ قَصيدةٍ مخَضَ المَعْنى الَّذِي يُريد بِنَاءَ الشِّعر عَلَيْهِ فِي فِكْرِهِ نَثْرًا، وأعَدَّ لَهُ مَا يُلْبسُهُ إيَّاهُ من الْأَلْفَاظ الَّتِي
1 / 7