Ciyar Shicr
عيار الشعر
Penyiasat
عبد العزيز بن ناصر المانع
Penerbit
مكتبة الخانجي
Lokasi Penerbit
القاهرة
الشِّعر بالعَرُوض الَّتِي هِيَ مِيزَانه، وَمن اضطَرَب عَلَيْهِ الذَّوقُ لم يَسْتَغْنِ عَن تَصْحيحهِ وتَقْويمهِ بمَعْرفِة العَروضِ والحِذْقِ بهَا حَتَّى تَصِير معرفَتُهُ المُسْتفادةُ كالطَّبع الَّذِي لَا تَكَلُّفَ مَعَه.
(أدَوَاتُ الشِّعْر)
وللشِّعر أدواتٌ يجبُ إعدادُهَا قَبْلَ مَرَامِهِ وتكَلُّف نَظْمِه، فَمَنْ نَقَصَتْ عَلَيْهِ أداةٌ من أدواتهِ لم يَكْمُلْ لَهُ مَا يَتَكَلُّفهُ مِنْهُ، وبَانَ الخَلَلُ فِيمَا يَنْظمهُ، ولحِقَتْهُ العُيوبُ من كلِّ جِهَةٍ. فَمِنْهَا: التَّوَسُّعُ فِي عِلْم اللُّغة، والبراعةُ فِي فَهْم الإِعرَاب، والروايةُ لفُنُونِ الآدابِ، والمعرفةُ بأيَّام النَّاس وأنْسَابِهم ومَنَاقِبهم وَمَثَالبِهِمْ، والوقوفُ على مَذَاهب العَرَب الشّعْر، والتَّصَرُّفُ فِي مَعَانِيه فِي كلِّ فَنِّ قاَلَتْه العَرَبُ فِيهِ وسلوكُ مناهجها فِي صِفَاتِهَا ومُخَاطَبَاتِهَا وحِكَايَاتِهَا وأمْثَالِهَا، والسَّننِ المستعملة مِنْهَا، وتَعْريضِها وتَصْريحِها، وإطنابِهَا وتَقصيرِهَا، وإطالتِهَا، وإيجازهَا، ولُطِفْهَا وخَلاَبتِها، وعُذُوبِة ألفاظِها، وجِزالَةِ مَعَانيها، وحُسْن مَبَاديها، وحَلاوةِ مَقَاطِعها، وإيفَاءُ كل مَعْنىً حَظَّهُ من العبَارة، وإلبَاسُهُ مَا يُشَاكِلُهُ من الأَلْفاظ حَتَّى يَبْرُزَ فِي أَحْسَنِ زِيِّ وأَبْهَى صُورَة، واجتنابُ
1 / 6