أبو عباس، حامل لواء الشافعية في زمنه الباز الأشهب تفقه بأبى قاسم الأنماطى، وفهرست كتبه تشتمل على أربعمائة مصنف. ولى قضاء شيراز مات سنة ست وثلاثمائة، وهو عالم رأس المائة على قول جماعة ومات عن سبع وخمسين سنة وأشهر، وكان يناظر أبا بكر بن داود فقال له يومًا: أبلعنى ريقى. قال أبو العباس: أبلعتك الدجلة. وقال له يوما: أمهلنى يومًا أمهلنى ساعة. فقال: أمهلتك من الساعة إلى قيام الساعة.
وقال له يوما: أكلمك من الرجل وتكلمنى من الرأس فقال له أبو العباس: هكذا البقر إذا جفيت أظلافها ذهب قرونها. قلت: ولأبى العباس ولدًا اسمه عمر روى عن والده ذكره العبادى في "طبقاته"، ورأيت له كتابًا لطيفًا سماه "تذكرة العالم وإرشاد المتعلم". نقلت من غرائبه مسألة لها تعلق بالتشهد في"شرح المنهاج" لم أر مَن نص عليها غيره فراجعها منه، ونقل العراقيون عنه عن والده خلافًا فيما إذا كثرت ما لا نفسَ لها سائلة وغيرت الماء كما نقله في "الكفاية" عنهم، وحكاه النووي أيضًا عن حكاية الشيخ أبى حامد وغيره عنه عن أبيه، وكان سريج جده مشهور بالصلاح الوافر.
٤٠ - أحمد بن عمر بن يوسف أبو بكر الخفاف
له كتاب "الخصال" عارض به ابن مجانين القاضى من أصحابه أبى حنيفة، وهذا الكتاب رأيته وانتقيت منه فوائد، وذكره الشيخ أبو إسحاق بعد طبقة ابن سريج ونظرائه في جماعة أكثرهم أصحابه أبى العباس، والرافعى حكى عنه في كتاب السير في الأمان.
٤١ - أحمد بن محمد بن الحسن أبو حامد بن الشرقى
مصنف "الصحيح" مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة عن خمس وثمانين سنة.
_________
٤٠ - طبقات الشيرازى (ص ١١٤)، وطبقات الشافعية للإسنوى (١/ ٤٦٤)، وابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٧١٣)، والعبادى (ص ٩٠) وابن قاضى شهبة (١/ ٩٥ - ٩٦)، وابن هداية اللَّه (ص ٧٩).
٤١ - سير أعلام النبلاء (١٥/ ٣٧)، وميزان الاعتدال (١/ ١٥٦)، ولسان الميزان (١/ ٣٠٦)، وابن الصلاح (١/ ٣٧٨)، والسبكى (٣/ ٤١ - ٤٢)، والإسنوى (٢/ ٩٠)، وطبقات الحفاظ (ص ٣٤٢)، والبداية والنهاية (١١/ ١٨٨).
1 / 31