العقد المذهب في طبقات حملة المذهب
تأليف
الإمام سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الأندلسي التكروري الشافعي المعروف بابن الملقن
المتوفي سنة ٨٠٤
حققه وعلق عليه
أيمن نصر الأزهري ... سيد مهني
1 / 1
جميع الحقوق محفوظة
جميع حقوق الملكية الأدبية والفنية محفوظة لدار الكتب العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة أو إعادة تنضيد الكتاب كاملا أو مجزأ أو تسجيله على أشرطة كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو برمجته على اسطوانات ضوئية إلا بموافقة الناشر خطيا.
الطبعة الأولي
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
العنوان: رمل الظريف، شارع البحتري، بناية ملكارت.
تليفون وفاكس: ٢٦٤٣٩٨ - ٣٦٦١٣٥ - ٦٠٢١٢٣ (٩٦١١) ..
صندوق بريد: ٩٤٢٤ - ١١ بيروت - لبنان
1 / 2
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق:
إن الحمد للَّه نستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده اللَّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد. . . .
لقد رفع اللَّه تعالى منزلة أهل العلم، وميزهم على خلقه وخصهم بمزيد كرمه وعنايته، يقول اللَّه تعالى ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾. فلأهل العلم المنزلة الرفيعة في الدنيا والآخرة؛ لما بذلوه من جهد وطاقة في طلبهم للعلم الشرعى وقيامهم به، ونشره وتوصيله بأمانة للاُنام فبذلوا في ذلك كل غالٍ ونفيس، فكان حقا على أهل الإيمان أن يضعوا أهل العلم في مكانتهم التى وضعهم فيها ربهم ﷿، وكان حق أهل العلم على أهل الإيمان:
أولًا: أن لا يذكروا إلا بالجميل الحسن.
ثانيًا: تعطير المجالس بذكر محاسنهم وفضائلهم.
ثالثًا: غض الطرف عن زلاتهم وما وقعوا فيه.
ولقد من اللَّه علينا ووفقنا في الوقوف على كتاب فيه من الكلام على أهل العلم بذكر محاسنهم وفضائلهم الكثير والكثير وهو كتاب:
"طبقات الفقهاء للإمام ابن الملقن".
فأهمية الاطلاع على كتب الطبقات وتراجم العلماء ترجع إلى أمور:
منها: أنه عند ذكر الصالحين من عباد اللَّه تعالى تتنزل رحمة اللَّه تعالى.
ومنها: معرفة مناقبهم وأحوالهم فنتأدب بآدابهم، ونقتبس المحاسن من آثارهم.
ومنها: معرفة مراتبهم ومنازلهم فينزلون منازلهم فلا يقصر بالعالى عن درجته، ولا يرفع غيره عن مرتبته.
ومنها: أنهم أئمتنا أسلافنا كالوالدين لنا، وأجدى علينا في مصالح آخرتنا، وأنصح لنا فيما يعود علينا فيقبح بنا أن نجهلهم وأن نهمل معرفتهم.
1 / 3
ومنها: أن يكون العمل والترجيح بقول أعلمهم وأورعهم وأرجحهم إذا تعارضت أقوالهم، ومنها: معرفة مصنفاتهم وما لها من الجلالة أو عدمها والتنبيه على مراتبها، وفي ذلك إشارة للطالب إلى تحصيلها وأن يصرف ما يعتمد منها ويحذر مما يخاف من الإغترار به.
أهمية الكتاب:
وكان كتابنا هذا "العقد المذهب في طبقات حملة المدهب" لابن الملقن. له منا لأهمية من بين كتب الطبقات ما يلى:
* تأخر وفاة ابن الملقن مما جعله يكثر من الاطلاع على كتب الطبقات المتقدمة كطبقات المطوعي، وابن باطيش، وابن الصلاح، والعبادي، وأبي الطيب الطبرى، والنووي، والسبكي، والإسنوي. فقام ابن الملقن بجمع شتاتهم في هذا الكتاب مع الزيادة على ذلك وأكثر من ذكر مصنفات وغرائب الشخص مما جعل للكتاب ميزة وأهمية كبرى من بين كتب الطبقات.
توثيق الكتاب:
نسبة هذا الكتاب إلى المؤلف -رحمه اللَّه تعالى عليه- مما لا شك فيها ولا يشك فيها أحد. فقد تكلم المؤلف بنفسه على هذا الكتاب، ونسبه إلى نفسه وفى هذا أبلغ دليل، وكذلك ذكره صاحب "كشف الظنون" ونسبه إليه.
وصف المخطوطة:
اعتمدنا على النسخة الموجودة في "معهد المخطوطات" التابع لجامعة الدول العربية برقم فيلم" ١١٣٩ تاريخ".
اسم الكتاب: العقد المذهب في طبقات حملة المذهب مع الذيل عليها.
اسم المؤلف: عمر بن أبى الحسن علي بن أحمد الأنصاري ابن الملقن.
تاريخ النسخ: صفحة العنوان بخط المؤلف، وكتبه عبد اللَّه بن محمد النسائي بلدًا الشافعي مذهبًا سنة ٧٧٥ هـ.
عدد الأوراق: ٥٠٢.
عدد الأسطر: ٢٥ سطر.
مقاس: ١٣٠ × ٢٠٥ سم.
1 / 4
عملنا في هذا الكتاب:
١ - نسخ المخطوطة بدقة مع مقابلتها.
٢ - وضع رقم مسلسل أمام كل ترجمة يبدأ من (١) وينتهى إلى ١٦٨١.
٣ - تخريج الآيات القرآنية.
٤ - تخريج الأحاديث النبوية مع بيان درحتها من صحة أو ضعف أو حسن.
٥ - شرح الغريب من الألفاظ وضبط المشكل من بعض الأسماء.
٦ - عَزْو كلِّ ترجمة إلى كتب الطبقات خاصة وكتب الرجال بصفة عامة.
٧ - وضع رقم كل ترجمة في أصل الكتاب في الهامش أمام عزوها إلى كتاب الطقات فمثلا رقم الترجمة (٢٥) تجدها في الهامش بنفس الرقم (٢٥) وأمامها مصادرها من كتب الطبقات والرجال.
٨ - فهارس علمية لأسماء الرجال الواردة.
٩ - فهارس علمية لجميع الكتب والمؤلفات مع بيان أصحابها ورقم الصحيفة.
١٠ - وكذلك فهارس لأسماء البلدان والأماكن والبقاع.
ونسأل اللَّه تعالى أن يتقبل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يتحقق ما قصدنا من كثرة ذكر أهل العلم بالجميل وغض الطرف عن زلاتهم.
وآخر دعوانا أن الحمد للَّه رب العالمين.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المحققان
٢٥/ ١٢/ ١٤١٦
القاهرة
1 / 5
صورة غلاف المخطوط
1 / 6
صورة الصفحة الأولى من المخطوط
1 / 7
صورة الصفحة الأخيرة من المخطوط
1 / 8
ترجمة المؤلف
(١) اسمه ونسبه:
هو عمر بن على بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه، سراج الدين أبو حفص الأنصارى الأندلسى التكرورى المصرى الشافعى، ويعرف بابن النحوى لأن أباه عليًّا كان نحويا، اشتهر بذلك في بلاد اليمن، واشتهر أيضًا بابن المُلقِّن -بضم الميم وفتح اللام وكسر القاف المشددة- وكان ﵀ يغضب من هذه التسمية.
* ولد ﵀ بالقاهرة يوم الخميس في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة توفى عنه والده وهو ابن عام فنشأ في كفالة الشيخ عيسى المغربى أحد أصدقاء والده، وكان رجلًا صالحًا يقرئ الناس القرآن في جامع ابن طولون، فتزوج بأمه وعاش سراج الدين في رعايته حتى صار كأنه ابنه فلذا كان يدعى بابن الملقن، وكان سراج الدين يدعوه بالوالد، ولقد كان له نعم الوالدُ حقًا بعد أبيه فقد أحسن تربيته والقيام علي تعليمه وتأديبه حتى بلغ من هذه المنزلة الكريمة بين أهل العلم.
(٢) نشأته التعليمية:
قام الشيخ عيسى المغربى بتحفيظه القرآن فحفظه، ثم حفظ بعد ذلك "عمدة الأحكام" وأراد أن يقرئه على مذهب مالك فأشار عليه صديق والده ابن جماعة أن يقرئه على مذهب الشافعى فدرس "المنهاج" وحفظه وأسمعه على الحافظين أبى الفتح ابن سيد الناس والقطب الحلبى. وحبب اللَّه تعالى إليه علم الحديث فاتجه إليه وهو صغير، وأقبل عليه وسمع الكثير من الشيوخ حتى قال عن نفسه: سمعت ألف جزء حديثية.
وما زال ﵀ يدأب في التحصيل والطلب، يقول عنه تلميذه البرهان الحلبى: إنه قرأ في كبره كتابا في كل مذهب وأجاز له بالإفتاء فيه.
ورحل ابن الملقن رحمه اللَّه تعالى في طلب العلم والحديث إلى بلاد عدّة فرحل إلى دمشق وحماه سنة سبعين وسبعمائة فسمع من متأخرى أصحاب فخر الدين بن البخارى، ورحل إلى الحرمين الشريفين، ورحل إلى بيت المقدس والتقى بالحافظ العلائى وسمع منه كتابه "جامع التحصيل".
1 / 9
(٣) شيوخه:
التقى ابن الملقن بأكابر علماء عصره فأخذ عنهم، وانتفع بهم وكان لهم الأثر في رفعة منزلته العلمية منهم:
١ - إبراهيم بن إسحاق بن شرف الدين المناوى ت ٧٥٧ هـ أخذ عنه الأصول.
٢ - أحمد بن عمر بن أحمد النشائى كمال الدين أبو العباس الشافعى الخطيب ت ٧٥٧ هـ أخذ عنه الفقه.
٣ - أحمد بن محمد بن محمد بن قطب الدين محمد القسطلانى شهاب الدين ت ٧٧٦ هـ. أجاز له ولولده.
٤ - برهان الدين الرشيدى ت ٧٤٩ هـ أخذ عنه القراءات.
٥ - خليل بن كيكلدى العلائى صلاح الدين ت ٧٦١.
٦ - عبد الرحيم بن الحسن بن على الإسنوى جمال الدين المصرى الشافعى ت ٧٧٢ هـ.
٧ - عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن حماعة أخذ عنه الفقه ت ٧٦٧ هـ.
٨ - عبد اللَّه بن يوسف بن عبد اللَّه جمال الدين المشهور بابن هشام ت ٧٦١ هـ أخذ عنه العربية.
٩ - على بن عبد الكافى بن على السبكى الأنصارى نقى الدين ت ٧٥٦ هـ أخذ عنه الفقه.
١٠ - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد أبو الفتح اليعمرى الشهير بابن سيد الناس ت ٧٣٤ هـ.
١١ - محمد بن يوسف بن على الغرناطى أبو حيان الأندلسى ت ٧٤٥ هـ "صاحب البحر المحيط" أخذ عنه العربية.
١٢ - مغلطاى بن قليج بن عبد اللَّه الحنفى الحافظ علاء الدين ت ٧٦٢ هـ.
١٣ - يوسف بن الزكى عبد الرحمن بن يوسف المزى ت ٧٤٢ هـ.
تلاميذه:
١ - إبراهيم بن أحمد الخجندي المدنى الحنفى ت ٨٥١ هـ.
٢ - إبراهيم بن العز محمد بن أحمد الهاشمى النويرى المالكى الشافعى ت ٨١٩ هـ.
1 / 10
٣ - إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسى المعروف بسبط ابن العجمى الإمام العلامة ت ٨٤١ هـ.
٤ - أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين العراقى أبو زرعة ت ٨٢٦ هـ.
٥ - أحمد بن علي المقريزى المؤرخ ت ٨٤٥ هـ.
٦ - أحمد بن علي العسقلانى الشهير بابن حجر ت ٨٥٢ هـ.
٧ - أحمد بن علي بن أبى الشارمسَاحى ثم الظاهرى ت ٨٥٥ هـ.
٨ - أحمد بن محمد بن أحمد الكنانى الزفتاوى المقرئ ت ٨٦١ هـ.
٩ - أحمد بن موسى بن عبد اللَّه الشهاب المغربى الصنهاجى ت ٨٥٨ هـ.
١٠ - أحمد بن نصر اللَّه بن أحمد بن محمد التستري البغدادى.
صفاته وأقوال العلماء فيه:
يقول المقريزى عنه: كان من أعذَبِ الناس ألفاظًا، وأحسنهم خلقًا، وأعظمهم محاضرة.
ووصفه ابن حجر في كتابه "إنباء الغمر": كان حسن الصورة، مديد القامة، يحب المزاح والمداعبة مع ملازمة الاشغال والكتابة، حسن المحاضرة، جميل الأخلاق كثير الإنصاف.
ووصفه تلميذه سبط ابن العجمى: وشكالته حسنة وكذلك خلقه مع التواضع والإحسان وقال: كان منقطعًا عن الناس، لا يركب إلا إلى درس أو نزهة. وقال عنه الحافظ العلائى: الشيخ الفقيه الإمام العالم المحدث. وقال عنه العلامة ابن فهد: الإمام العلامة الحافظ شيخ الإسلام وعلم الأئمة الأعلام عمدة المحدثين. وقال الحافظ العراقى الشيخ الإمام الحافظ. قال عنه البرهان الحلبى الشهير بسبط ابن العجمى: حفاظ مصر أربعة أشخاص وهم: البلقينى وهو أحفظهم لأحاديث الأحكام، والعراقى وهو أعلمهم بالصنيعة والهيثمى وهو أحفظهم للأحاديث وابن الملقن وهو أكثرهم فوائد في الكتابة على الحديث.
قال عنه السيوطى: الإمام الفقيه الحافظ ذو التصانيف الكثيرة. وقال عنه ابن حجر: وهؤلاء الثلاثة العراقى والبلقينى وابن الملقن كانوا أعجوبة هذا العصر؛ الأول في معرفة
1 / 11
الحديث وفنونه، والثانى في التوسيع في معرفة مذهب الشافعى، والثالث في كثرة التصانيف.
قال عنه الحسينى في طبقات الشافعية: هو البحر الكامل كان من أفقه أهل زمانه وأفضل أقرانه.
مناصبه:
يقول الإمام السخاوى في "الضوء اللامع": أنه ولى قضاء الشرقية ثم تخلى عنه لولده على، وتولى الميعاد بجامع الحاكم سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وتولى أمر دار الحديث الكاملية خلفا للزين العراقى، ورشح لقضاء القضاة الشافعية فما تم ذلك.
محنته:
ذكر الإمام السخاوى في "الضوء اللامع": أن برقوقًا -الملك الظاهر من ملوك مصر- صمم على ولاية ابن الملقن منصب قضاء القضاة الشافعية فعلم بعض الناس بذلك فزور ورقة على لسان ابن الملقق بدفع أربعة آلاف دينار إلى أحد الأمراء حتى يتم الأمر ووصلت إلى برقوق -الملك الظاهر- فجمع العلماء وسأل الشيخ ابن الملقن هذا خطك؟ فأنكر وصدق في إنكاره، فغضب الملك وأهانه وسجنه ثم خلصه اللَّه تعالى بعد مدة يسيرة بشفاعة البلقينى وطائفة من العلماء. وكانت هذه المحنة سنة ثمانين وسبعمائة.
محنة أخرى:
لقد كان ابن الملقن جمَّاعة للكتب فكان عنده الكثير من الكتب والأجزاء. ولقد أُبتلى في أواخر عمره باحتراق مكتبته واحترق معها الكثير من مسوداته ومصنفاته. فحزن عليها ابن الملقق أشدَّ الحزن وتأسف عليها غاية التأسف وتغيرت حاله بعد هذا الحريق، فأصيب بالذهول ولم يلبث إلَّا قليلا حتى مات.
مؤلفاته:
كان ﵀ كثير التصانيف فقد وفقه اللَّه تعالى لكثرة التصنيف فإن تصانيفه تربوا على الثلاثمائة منها:
١ - شرح المنهاج في ستة أجزاء.
1 / 12
٢ - عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج في مجلد.
٣ - لغات المنهاج.
٤ - أدلة المنهاج.
٥ - البلغة في أحاديث الأحكام على أبواب المنهاج.
٦ - الاعتراضات على المنهاج.
٧ - زوائد الحاوى الصغير.
٨ - شرح التنبيه في أربعة أجزاء.
٩ - تصحيح التنبيه في مجلد.
١٠ - ما يرد على النووى والتنبيه.
١١ - زوائد على تجريد التنبيه.
١٢ - الخلاصة في أدلة التنبيه.
١٣ - شرح الحاوى في جزئين.
١٤ - تصحيح الحاوى في حزء.
١٥ - شرح التبريزى.
١٦ - تخريج أحاديث الرافعى.
١٧ - تخريج أحاديث المهذب.
١٨ - تخريج أحاديث الوسيط.
١٩ - أسماء رجال الكتب الستة في جزئين.
٢٠ - المؤتلف والمختلف في جزء.
٢١ - تخريج أحاديث المنهاج في الأصول.
٢٢ - تخريج أحاديث ابن الحاجب.
٢٣ - طبقات المحدثين.
٢٤ - طبقات الفقهاء كتابنا هذا.
٢٥ - المقنع في علوم الحديث مختصر كتاب ابن الصلاح.
٢٦ - التذكرة في علوم الحديث.
٢٧ - شرح فرائض الوسيط في جزء.
1 / 13
٢٨ - العدة في معرفة رجال العمدة.
٢٩ - نساء الكتب الستة في جزء.
٣٠ - غاية السول في خصائص الرسول ﷺ.
٣١ - شرح العمدة.
٣٢ - الإشراف على أطراف الكتب الستة.
٣٣ - شرح فصيح ثعلب.
٣٤ - منسك الحج.
٣٥ - الاعتراضات على المستدرك.
٣٦ - الكلام على سنة الجمعة.
٣٧ - شرح منهاج الأصول.
٣٨ - شرح الألفية.
٣٩ - مختصر دلائل النبوة للبيهقى.
٤٠ - تلخيص مسند الإمام أحمد.
٤١ - تلخيص صحيح ابن حبان.
٤٢ - شرح صحيح البخارى.
٤٣ - شرح الأربعين النواوية.
٤٤ - طبقات القراء.
٤٥ - طبقات الصوفية.
٤٦ - أدلة الحاوى.
٤٧ - تاريخ ملوك مصر الترك.
٤٨ - الكافي.
٤٩ - شرح زوائد الكتب الخمسة على البخارى،
٥٠ - شرح مختصر ابن الحاجب.
وفاته:
توفى ابن الملقن ليلة الجمعة سادس عشر ربيع الأول سنة أربع وثمانمائة ودفن بجوار أبيه بحوش "سعيد السعداء". وحزن الناس لفراقه حزنا شديدًا، فعليه رحمة
1 / 14
اللَّه تعالى وجمعنا به في دار كرمته.
مصادر الترجمة:
إنباء الغمر وفيات سنة ٨٠٤ هـ، الضوء اللامع (٦/ ١٠٠). شذرات الذهب (٧/ ٤٤). المنهل الصافى (٦/ ١٤٦). لحظ الألحاظ ص ١٩٧.
1 / 15
﴿بسم اللَّه الرحمن الرحيم﴾
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا
الحمد للَّه وسلام على عباده الذين اصطفى، والصلاة والسلام على الهادى إلى سبيل الخير، والداعى إلى الوفا، وعلى آله وأصحابه وسلم وكرم. أما بعد: فهذه جملة مهمة نافعة إن شاء اللَّه تعالى في معرفة طبقات الشافعية، يجب على الفقيه تحصيلها، ورتبتها ثلاث طبقات، الأولى: في أصحاب الوجوه ومن داناهم، وفى آخرهم جماعات أعيان ذكرتهم معهم، وهذه الطبقة رتبتها على أربع وثلاثين طبقة، كلّ طبقة منها مرتبة على حروف المعجم.
الثانية: في جماعات دونهم ورتبتهم على ستٍّ وثلاثين طبقة على الترتيب المذكور في الطبقة قبلها.
الثالثة: في جماعات من المتأخرين عاصرتهم، وأخذت عن بعضهم، ووصلتهم إلى نيّف وثمانين طبقة رتبتهم على حروف المعجم كما فعلت في الطبقة الأولى والثانية. وقد عنى بهذا الشأن جماعات من المتقدمين والمتأخرين وألفوا فيه، فأول من علمته ألف في ذلك الإمام أبو حفص المطوّعى، ولخصه الشيخ تقى الدين ابن الصلاح، ثم القاضى أبو الطيب الطبرى، ثم العبادى، ثم أبو إسحاق الشيرازى ثم أبو محمد الجرجانى، ثم القاضى عبد الوهاب الشيرازى، ثم البيهقى المعروف بقندق أحد أجداده، ثم أبو النجيب السهروردى، ثم ابن الصلاح وهذبه النووى، وأهمل خلقًا أفردتهم في جزء، وألف في ذلك ابن باطيش أيضًا، وهذا المصنف يجمع إن شاء اللَّه تعالى شتاتهم مع زيادات كثيرة عليهم على سبيل الاختصار والاعتناء بغرائب الشخص من الأصول والفروع وسميته:
"العقد المذهب في طبقات حملة المذهب"
والله أسأل ان ينفع به وأن يجعله خالصًا لوجهه موجبًا للفوز لديه فإنه حسبنا ونعم الوكيل.
الطبقة الأولى
أصحاب الوجوه ومن داناهم، وتشتمل على أربع وثلاثين طبقة ومجموع عددهم ينيف على خمسمائة. وترجمة الإمام الشافعى حذفناها في المؤلف لأنها أفردت بالتأليف
1 / 17
فبلغت أربعين مؤلفًا فأكثر.
الطبقة الأولى
فيمن روى عن الإمام الشافعى ﵁ من الأعيان وقد أفردهم الدارقطنى في جزء.
١ - إبراهيم بن خالد أبو ثور الكلبى البغدادى
أحد رواة القديم إمام بالإجماع، وتعنت أبو حاتم فيه فقال: ليس محله محل السماعين في الحديث، كان يتكلم بالرأى فيخطئ ويصيب. قلت: وأخرج له أبو داود وابن ماجه ومسلم في غير صحيحه. مات سنة أربعين ومائتين، ومن غرائبه: إباحة نكاح المجوس لكنه لم ينفرد به بل قاله أبو إسحاق المروزى والحربى وابن حربويه، ونقل عنه صاحب الحاوى أنه يجوز وطء كل من لا يناكح بملك اليمين قال أبو عاصم: سأل أبو ثور الشافعى عن رجل اشترى بيضة من رجل وبيضة من أخر ووضعهما في كمه فانكسرت إحداهما فخرجت مذرة فعلى من يرد البيضة، وقد أنكر ذلك قال: آمره حتى يدعى قال: يقول لا أدرى. قال: أقول انصرف فإنَّا مفتون.
٢ - أحمد بن حنبل
أحد الأئمة، مناقبه مفردة بالتصنيف وممن صنف فيها ابن الجوزى مجلدة ضخمة. وهو من جملة من روى عن الشافعى القديم، وروى في "مسنده" عنه. ثنا مالك عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال ﷺ: "إنَّما نَسمةُ المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه اللَّه إلى جسده يوم يبعثه" (١).
_________
(١) أخرجه أحمد: المسند (٣/ ٤٥٥، ٤٥٦)، والنسائى (٤/ ١٠٨)، وابن ماجة (٤٢٧١)، نا صالح عن ابن شهاب قال: حدثنى عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب أنه بلغه أن كعب بن مالك قال. . . فذكره. وأخرجه عن يونس عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه مرفوعًا والإسناد الثانى على شرط الصحيح.
١ - سير أعلام النبلاء (١٢/ ٧٢)، وطبقات الشافعية للسبكى (٢/ ٧٤)، وطبقات الشافعية للإسنوى (١/ ٢٥ - ٢٦)، وطبقات ابن الصلاح (١/ ٢٩٩)، والعبادى (ص ٢٢)، الشيرازى (ص ٩٢)، تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢٠٠ - ٢٠١)، وابن قاضى شهبة (١/ ٣).
٢ - سير أعلام النبلاء (١١/ ١٧٧)، وطبقات الشيرازى (ص ٩١، ٩٢)، وتاريخ بغداد (٤/ ٤١٢)، وتذكرة الحفاظ (٢/ ٤٣١)، ووفيات الأعيان (١/ ٤٧)، والعبادى (١٤ - ١٥)، والسبكى (٢/ ٢٧ - ٦٣)، وابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٧١٧)، وابن قاضى شهبة (١/ ٤ - ٧).
1 / 18
صححه الترمذى من حديث الزهرى، وقد اجتمع فيه ثلاث من الأئمة كما يروى، وفى "مسنده" من رواية ابنه عبد اللَّه ثنا سليمان بن داود الهاشمى، ثنا الشافعى عن يحيى بن سكيم عن عبد اللَّه عن نافع عن ابن عمر أنه ﵊: "صلى صلاة الكسوف أربع ركعات وأربع سجدات" (١) وللحافظ أبى بكر الحازمى كتاب "سلسلة الذهب" فيما رواه أحمد عن الشافعى. مات ﵁ سنة إحدى وأربعين ومائتين عن سبع وسبعين سنة على المشهور. وروى أحمد عن الشافعى أنه يجوز بيع الباقلاء في قشره، وأنَّ السيد يلاعن أمته حكاه أبو عاصم في "الطبقات".
٣ - إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه
أحد الأئمة الأعلام. روى عنه وناظره وكتب كتبه، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين عن سبع وسبعين سنة قاله البخارى.
٤ - إسماعيل بن يحيى المزنى
الفقيه ناصر المذهب، ولد سنة خمس وسبعين ومائة، ومات سنة أربع وستين ومائتين بمصر، له "الجامع الصغير"، و"مختصر المختصر"، و"المنثور"، و"المسائل المعتبرة"، و"الترغيب في العلم" و"الوثائق". وكان يغسل الموتى تعبدًا ليرق قلبه، وهو
_________
(١) أخرجه البخارى: في كتاب الكسوف - باب طول السجود في الكسوف، ومسلم في الكسوف - باب النداء لصلاة الكسوف. من حديث عبد اللَّه بن عمرو.
٣ - طبقات السبكى (٢/ ٨٣)، وطبقات الشيرازى (ص ٩٤)، وطبقات الحنابلة (١/ ١٠٩)، وتذكرة الحفاظ (٢/ ٤٣٣)، وميزان الاعتدال (١/ ١٨٢ - ١٨٣)، وفيات الأعيان (١/ ١٧٩ - ١٨٠)، وشذرات الذهب (٢/ ٨٩)، وطبقات ابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٧٢٤).
٤ - طبقات السبكى (٢/ ٩٣ - ١٠٩)، وسير أعلام النبلاء (١٢/ ٤٩٢)، وطبقات ابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٧٢٨)، والعبادى (ص ٩)، والشيرازى (ص ٩٧)، والإسنوى (١/ ٣٤ - ٣٦)، وابن قاضى شهبة (١/ ٧) وابن هداية اللَّه (٢٠ - ٢١).
1 / 19
الذى تولى غسل الشافعى، ويقال: إنَّ الربيع الموادى أعانه وكان مجاب الدعاء، ومن الزهد على طريقة صحبه. قال القضاعى في "الخطط": ولم يكن أحد من أصحاب الشافعى يحدث نفسه بالتقدم عليه في شئ من الأشياء قال أبو الفوارس السندى: وكان المزنى والربيع قرينين.
٥ - حرملة بن يحيى التُجيبى
أحد الحفاظ ورواة الجديد، له "المبسوط"، و"المختصر"، روى له مسلم، ولد سنة ستة وستين ومائة، ومات سنة ثلاث وقيل أربع وأربعين ومائتين.
٦ - الحسن بن محمد بن الصباح الزعفرانى
أحد رواة القديم، قال الماوردى: هو أثبت رواته، ودرب الزعفرانى ببغداد ومنسوب إليه وفيه مسجد الشافعى، وكان صاحب "التنبيه" يدرس فيه. قال القاضى أبو حاتم المروزى: وكان الزعفرانى من أهل اللغة. روى له البخارى، مات سنة ستين ومائتين وقال ابن السمعانى في "الأنساب" سنة تسع وأربعين ومائتين.
٧ - الحسين بن على الكرابيسى البغدادى
أحد رواة القديم، وكان أولا على مذهب أهل الرأى، له "الخلافيات"، مات سنة خمس وأربعين ومائتين، وقيل سنة ثمان وأربعين ومائتين. قال ابن خلكان: وهو أشبه بالصواب. نقل أبو عاصم في "الطبقات": أنَّ أبا ثور والكرابيسى قالا: إنَّ من أعسر بالحق فحلف إنه ليس عليه شئ كان بارًّا في يمينه، لأنه مضطر وقال المزنى: يكون كاذبًا
_________
٥ - سير أعلام النبلاء (١١/ ٣٨٩)، وطبقات الشيرازى (ص ٩٩)، والسبكى (١/ ٢٥٧)، وابن خلكان (١/ ٣٥٣)، والأعلام (٢/ ١٧٤).
٦ - سير أعلام النبلاء (١٢/ ٢٦٢)، وطبقات الشيرازى (ص ١٠٠ - ١٠١)، وطبقات السبكى (٢/ ١١٤ - ١١٧)، وابن خلكان (١/ ٣٥٦)، وابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٧٤٠)، والعبادى (ص ٢٣)، والإسنوى (١/ ٣٢، ٣٣)، وابن قاضى شهبة (١/ ١٢ - ١٣)، ابن هداية اللَّه (٢٧ - ٢٨).
٧ - سير أعلام النبلاء (١٢/ ٧٩)، وطبقات الشيرازى (ص ١٠٢)، وطبقات الشافعية للسبكى (٢/ ١١٧ - ١٢٦)، والوافى بالوفيات (١٢/ ٤٣٠)، ابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٧٤٤)، والعبادى (ص ٢٣)، والإسنوى (١/ ٢٩ - ٣٠)، وابن قاضى شهبة (١/ ١٤ - ١٥)، وابن هداية اللَّه (ص ٢٦).
1 / 20
لأنه لو لم يكن شيء لما أنظر ولا صح إبراره بل ينظر فإن كان الحبس يجهده ويضره حلف، لأنه كان مضطر، وإن لم يجهده فلا يجوز للحلف، ونقل أبو عاصم أيضًا أنَّ الكرابيسى روى عن الشافعي أنه قال: من استدان فادعى بعده أنه معسر يقبل قوله، لأنَّ المال غاد ورائح. قال أبو عاصم: ومن الغريب الذي يشاكله ما روى أبو الطيب عن القديم: أنَّ القابض والمقبوض منه إذا اختلفا في جهة الأداء فالقول قول القابض.
٨ - الربيع بن سليمان الجيزى
أحد الرواة عنه، مات بالجمِزة كما قاله القضاعى قبل الربيع المرادى بأربع عشرة سنة.
٩ - الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادى
المؤذن مولى لهم، أحد الرواة عنه. قال الشافعي: هو راوية كتبى. مات سنة سبعين ومائتين، ومولده سنة ثلاث أو أربع وسبعين ومائة، ومن شعره:
"صبرًا جميلا ما أَسرع الفرجا ... مَن صدق اللَّه في الأمور نجا
من خشى اللَّه لم ينله أذى ... ومن رجا اللَّه كان حيث رجا".
قال أبو عاصم: روى الربيع عن الشافعي أنه قال: في الأكل أربعة أشياء فرض وأربعة سنة وأربعة أدب، فالفرض: غسل اليدين والقصعة والسكين والمغرفة، والسنة: الجلوس على الرجل اليسرى وتصغير اللقمة والمضغ الشديد ولعق الأصابع، والأدب: أن لا تمد يدك حتى يمد من هو أكبر منك وتأكل مما يليك وقلة النظر في وجوه الناس وقلة الكلام. قال القضاعى في "الخطط": والربيع هذا أخر من روى عن الشافعي بمصر، وكان جليلًا مصنفًا يحدث بكتب الشافعي كلها ونقلها الناس عنه وحدثوا بها في الآفاق، ولما ذكر الحافظ أبو الفضل الهروى في معجمه "مشتبه أسامى المحدثين": الربيع المرادى وصف بصحبة الشافعي ثم ذكر الجيزى ولم يصفه بصحبة له ثم قال: وكلاهما كانا في عصر
_________
٨ - طبقات الشيرازى (ص ٩٩)، وطبقات السبكي (٢/ ١٣٢)، وابن خلكان (٢/ ٥٣)، وابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٧٥٠)، والعبادى (ص ١٦)، والإسنوى (١/ ٣٠ - ٣١)، وابن قاضى شهبة (١/ ١٥ - ١٦)، وابن هداية اللَّه (ص ٢٥).
٩ - سير أعلام النبلاء (١٢/ ٥٨٧)، وطبقات الشيرازى (ص ١٩٨)، وابن الصلاح مع الذيل (٢/ ٧٥١)، والعبادى (ص ١٢)، والسبكي (٢/ ١٣٢ - ١٣٩)، والإسنوى (١/ ٣٩ - ٤٠)، وابن قاضى شهبة (١/ ١٦ - ١٧)، وابن هداية اللَّه (ص ٢٤).
1 / 21