يقول المؤرخون: إن «أحمد باشا كوبريلي» حاصر «جون سوبيسكي» في زراونو محاصرة عنيفة، ولكن كان اسم سوبيسكي كافيا لأن يدع أحمد باشا وجيشه يسلم بعمل معاهدة مع البولانديين أهم فقراتها أن يأخذ الأتراك بادوليا، والبولانديون الأكرين.
ولكن جميع من لهم ذرة من العقل والفكر يحكمون بأن هذه الحقيقة وهم كاذب لا نصيب له من الصحة.
إذ كيف يعقل أن يحصر «أحمد باشا كوبريلي» «سوبيسكي» بفئة أكبر وأكثر من فئته ثم يسلم على زعم أن اسم «سوبيسكي» كان كافيا لأن يدع الأتراك يسلمون؟
رباه، إنهم كلما جاؤوا إلى حقيقة في جانب الإسلام قلبوها كذبا، فهم يحاربوننا في بلادنا، في أموالنا، في نسلنا، في علومنا، بل وفي تاريخنا.
إن جيش أحمد باشا لو كان سنانير لكانت كافية لأن تسحق قوة سوبيسكي وفئته التي لا حول لها ولا قوة، بل محصورة تحت رحمة الله ويد أحمد باشا، فالحقيقة المرة التي تصيب قلوب أولئك المؤرخين هو أن أحمد باشا كوبريلي إما أنه سلم بعمل معاهدة حسما للنزاع، أو أنه وجد أنه خير له أن يباشر هذه المعاهدة من أن يطيل أمد الحرب.
فقلبوا الآية، وقالوا: إن اسم سوبيسكي كان له رعب كاف لأن يجعل الأتراك يبرمون معاهدة.
نرجع الآن إلى سياق الحديث، إذ تركنا أحمد باشا كوبريلي سائرا بنصف جيشه بعد أن أمر النصف الثاني بالمسير قبل يومين تحت قيادة سيف الدين باشا.
وزراونو قرية محاطة بتلال عالية، احتلها جماعات البولانديين، وجعلوها كدرع يحمي المدينة غوائل عدوهم المبين.
ففي السادس من شهر دسمبر سنة 1675 بانت طلائع الأتراك من الجهة الشرقية للمدينة فأصلتها الحامية نارا من مدافعها جعلتها تقهقر للوراء، ومن ثم عسكرت بعيدا عن مرمى قذائف العدو.
نسير الآن حيث سيف الدين باشا قائد النصف الآخر بأمر رتبه كوبريلي باشا، فقد ذهب هذا البطل وقبلته زراونو، فسار قاصدا إياها، ولكن من طريق يقتضي زمنا كثيرا، وحدد له كوبريلي باشا أن يهجم على المدينة من الجنوب نصف الليل تماما في ليلة 7 دسمبر سنة 1675، حيث يهجم هو من جهة الشمال، وعلى هذا يمكنهما القضاء على سوبيسكي وآماله.
Halaman tidak diketahui