أما سوبيسكي وجنوده فانتظروا إلى أن هجم الليل بجيوشه وساروا قاصدين لمبرج بآمال المنتصر ليجهزوا على العثمانيين الباقين.
فوصل إلى المعسكر منتصف الليل فدوت أبواق الحراس، وقام الأتراك إلى سلاحهم، ولكن التعب الذي لاقوه والنصب الذي قاسوه أثر عليهم، فلم يلبثوا أن انهزموا بانتظام تحت أستار الظلام، وكلهم يردد قائلا: «إلى سهل كلاستكي.»
وهو أمر تلقوه من قائدهم الأكبر، فساروا جميعا إلى ذلك السهل الذي يشرف عليه «كاميناك».
فلم ينبلج الصباح حتى كنت ترى معسكر الأتراك وخيمه في ذلك السهل مبعثرة هنا وهناك، والجميع تحت سلطان النوم؛ فلم يؤذن مؤذن بالصلاة حتى كنت تراهم بملابسهم الحمراء كزهور أرجوانية نابتة في سهل من الحنطة.
وأحمد باشا كوبريلي في خيمته يفكر في طريقة يهزم بها جون سوبيسكي؛ فأرسل العيون والكشافين من القوزاق.
فلم يلبثوا أن أتوه بالخبر اليقين، وهو أن سوبيسكي معسكر في زراونو، فعول على مهاجمته في مقره.
فجمع أركان حربه، وقسم جيشه قسمين، أمر الأول بالمسير تحت إمرة أحد كبار قواده سيف الدين باشا، ولا يعلم أحد وجهته إلا قائده.
أما هو فإنه بعد يومين شد رحاله إلى زراونو وسار ميمما إياها.
الفصل السادس
زراونو ومعاهدتها
Halaman tidak diketahui