الكونتسة :
هل تحبين ابني؟
هيلين :
ألا تحبينه يا مولاتي؟
الكونتسة :
دعك من اللف والدوران، إنني ملزمة بفطرتي أن أحبه، وهذا رباط معروف لكل الناس، هلمي، هلمي، اكشفي عن حبك، فقد نم عنك كل النم.
هيلين :
إذن أعترف، وأنا جاثية أمام السموات العلى وأمامك، أنني أحب ابنك حبا يزيد على حبي لنفسي ويقرب من حبي لله، لقد كان قومي فقراء، ولكنهم إخوان صدق ووفاء، وكذلك حبي ، فلا يسوءنك هذا، لأنه لا أذاة منه لمن أحب، ولست متبعة حبي بمطلب جريء، وليس لي من ورائه مأرب متبجح، وما أنا طامعة فيه، حتى أكون جديرة به، ولئن كنت لا أعرف كيف تتحقق تلك الجدارة، ولكني أعلم أن حبي بلا جدوى، وأنه مغالبة للأمل، وإن ظللت أسكب أمواه حبي في هذا الغربال الذي يتلقى كل شيء ولا يمسك قط بشيء، ولن أضن على هذا الضياع أبدا بمزيد. وما مثلي إلا كمثل الهندي - أعبد - على خطأ في الدين - الشمس التي تنظر إلى عابدها، ولا تدري عنه شيئا، أي مولاتي العزيزة، حاشاك أن يكون حبي لمن تحبين سببا في أن تقابلي هذا الحب بالبغض، فأرث إذن لمن حالها مثل حالي، لا حول لها إلا أن تقرض وتعطي، وهي واثقة من أنها الخاسرة، ولا تعمل في هذه الدنيا لأن تجد ما تسعى لنيله ولكنها كاللغز الخفي تجد الحياة الهنيئة حيث تلقى الموت.
الكونتسة :
ألم تكن في نفسك أخيرا نية الذهاب إلى باريس، قولي الحق.
Halaman tidak diketahui