Charles Darwin: Kehidupannya
تشارلز داروين: حياته
Genre-genre
أشعر بتوعك شديد جدا (في دماغي)، إلى حد أنني لا أستطيع قراءة كتابك الآن كما ينبغي مع الأسف. كل ما رأيته منه يملؤني ب «دهشة ممزوجة بالرهبة»؛ رهبة من الحقائق الكثيرة ومن هيبة اسمك، وحدسك الصافي، وكل ذلك سيحتم علي التخلي عن الكثير مما كنت أومن به وكتبته، إذا تبين أنك محق.
لا أهتم بذلك كثيرا. فليكن الله صادقا وكل إنسان كاذبا! لنعرف ما «يوجد» لدينا، وكما قال سقراط القديم، إبسثاي تو لوجو؛ فلنتبع الثعلب الداهية الخبيث إلى أي ما قد يقودنا إليه من مستنقعات وغابات، إذا لم يكن بد من أن نلتقيه أخيرا.
سأكون متحررا من خرافتين شائعتين على الأقل وأنا أقيم كتبك: (1)
تعلمت منذ أمد بعيد - من مشاهدة تهجين الحيوانات الداجنة والنباتات - ألا أومن بعقيدة ثبات الأنواع على حالها دون تغير. (2)
تعلمت تدريجيا أن أومن بأن تصور المرء عن الإله بأنه خلق أشكالا أولية قادرة على تطوير نفسها إلى كل الأشكال الضرورية حسب الزمان وحسب المكان، لا يقل نبلا عن التصور القائل بأنه احتاج إلى إجراء تدخل جديد لسد الثغرات التي أنشأها بنفسه. أتساءل إن كان التصور الأول هو التصور الأسمى أم لا.
لكن بغض النظر عن مدى صحة ذلك، سأعتبر كتابك قيما جدا، سواء لمحتواه نفسه، أو بصفته دليلا على أنك تعرف وجود شخص مثلي.
خادمك المخلص
سي كينجسلي [يكتب صديق أبي القديم، المبجل جيه برودي إنيس، من قصر ميلتون برودي، الذي كان قسا لأبرشية داون على مدار سنوات عديدة، بالعقلية نفسها أيضا: «لم يهاجم أحدنا الآخر قط. قبل أن أعرف السيد داروين، كنت قد تبنيت المبدأ القائل بأنه ينبغي دراسة التاريخ الطبيعي والجيولوجيا والعلوم عموما دون الاستشهاد بالكتاب المقدس، وصرحت بذلك علانية. فلما كان كتاب الطبيعة والكتاب المقدس من المصدر الإلهي نفسه، فقد سارا في مسارين متوازيين، وعندما يفهمان فهما صحيحا، لن يتقاطعا أبدا ...» «كانت آراؤه بشأن هذا الموضوع تحمل المغزى نفسه، بدرجة كبيرة، من جانبه. صحيح أن أي محادثات أجريناها عن موضوعات دينية بحتة لم تزل تحمل حتى الآن خصوصية مقدسة كما كانت في حياته، لكني أستطيع الإفصاح عن خلاصة طريفة لإحداها. كنا نتحدث عن التناقض الظاهر بين بعض الاكتشافات المفترض صحتها وسفر التكوين، فقال لي: «أنت (كان من الأحرى أن يقول: «من المفترض بك أن تكون») عالم لاهوت، وأنا عالم تاريخ طبيعي، المساران منفصلان. أنا أسعى جاهدا إلى اكتشاف الحقائق دون أن أضع في الحسبان ما قيل في سفر التكوين. لا أهاجم موسى، وأعتقد أن موسى يستطيع الاعتناء بنفسه.» وكتب منذ وقت قريب كلمات تحمل المعنى نفسه قائلا: «لا أتذكر أنني قد نشرت طوال حياتي كلمة تهاجم الدين أو رجال الدين مباشرة، لكن لو أنك قرأت كتيبا صغيرا من تأليف أحد رجال الدين، تلقيته قبل يومين، لضحكت واعترفت بأن لي بعض الحق في استيائي. فبعدما أساء إلي طوال صفحتين أو ثلاث، بكلمات واضحة قاطعة بما يكفي لإرضاء أي رجل رشيد، يلخص كلامه قائلا إنه بحث في اللغة الإنجليزية ليجد مصطلحات مناسبة للتعبير عن ازدرائه لي ولكل الداروينيين، لكن بحثه كان بلا جدوى.» وكتب في خطاب آخر لي بعدما غادرت داون: «كثيرا ما اختلفنا، لكنك أحد أولئك الأناس النادرين الذين يمكن للمرء أن يختلف معهم ولا يكن لهم مثقال ذرة من العداء، وهذا شيء سأفتخر [به] جدا، لو كان بإمكان أي شخص أن يقوله عني.» «وفي زيارتي الأخيرة إلى داون، قال السيد داروين، على مائدة العشاء في بيته: «كنت أنا وبرودي إنيس صديقين مقربين جدا طوال ثلاثين عاما، ولم نتفق اتفاقا تاما على أي موضوع سوى مرة واحدة، وحينئذ حدق كلانا إلى الآخر بحدة، وظننا أن أحدنا كان مريضا جدا بكل تأكيد.»»]
من تشارلز داروين إلى سي لايل
داون، 23 فبراير [1860]
Halaman tidak diketahui