192

Charles Darwin: Kehidupannya

تشارلز داروين: حياته

Genre-genre

وسأظل يا عزيزي نيوتن المخلص لك دائما

سي داروين

من تشارلز داروين إلى إيه آر والاس

داون، 27 فبراير [1868]

عزيزي والاس

لا يمكنك أن تتخيل مدى سعادتي بما تقوله عن فرضية «شمولية التكوين». لن يصرح أي من أصدقائي برأيه علانية ... يبدو أن هوكر، على حد ما أفهمه، وإن كنت لا أفهمه الآن إلا قليلا، يظن أن الفرضية ليست أكثر من القول بأن الكائنات الحية لديها كذا وكذا من الإمكانيات. ما تقوله يعبر حرفيا وتماما عن شعوري؛ ألا وهو أنه من المريح للمرء أن يحصل على تفسير ما معقول للحقائق المتنوعة، مع إمكانية التخلي عن ذاك التفسير فور العثور على أي فرضية أفضل. وقد أراح هذا التفسير عقلي للغاية بالتأكيد؛ لأنني ظللت أتخبط طوال سنوات من الحيرة بشأن هذا الموضوع وأنا أرى طيفا خافتا لعلاقة ما بين المجموعات المتنوعة من الحقائق. سمعت الآن من إتش سبنسر أن آراءه التي اقتبستها في حاشيتي السفلية تشير إلى شيء مختلف تماما، مثلما أدركت على ما يبدو.

سأسعد جدا بسماع انتقاداتك بشأن «أسباب القابلية للتباين» يوما ما. أنا متيقن بالطبع من أنني محق فيما يتعلق بالعقم والانتقاء الطبيعي ... لا أفهم الحالة التي ذكرتها تماما، ونظن أن ثمة كلمة أو اثنتين في غير موضعهما. أرجو أن تفكر، وقتما يتسنى لك هذا، في هذه الحالة من وجهة النظر التالية؛ لو أن العقم ناتج عن الانتقاء الطبيعي أو متراكم بواسطته، فنظرا إلى وجود كل درجة وصولا إلى العقم التام، لا بد أن يكون الانتقاء الطبيعي قادرا على زيادة درجة العقم. لنفترض الآن مثلا أن لدينا نوعين هما «أ» و«ب»، ولتفترض أنهما (بطريقة ما) نصف عقيمين؛ أي ينتجان نصف عدد الذرية الكامل. الآن حاول أن تجعل «أ» و«ب» عقيمين تماما (بالانتقاء الطبيعي) عند التهجين بينهما بالتلقيح المتبادل، وستكتشف مدى صعوبة ذلك. صحيح أنني أعترف بأن درجة عقم أفراد النوعين «أ» و«ب» ستتباين بالتأكيد، لكن الأفراد الأشد عقما من بين أفراد النوع «أ» مثلا، إذا تزاوجوا لاحقا مع أفراد آخرين من النوع «أ»، فلن يورثوا لذريتهم أي أفضلية ترجح أن تزداد هذه العائلات بأعداد أكبر من أعداد عائلات النوع «أ» الأخرى، التي لا تكون أشد عقما عند تهجينها مع النوع «ب». لكني لست متيقنا من أنني جعلت هذه النقطة أوضح بأي قدر مما ورد في الفصل الموجود في كتابي. إنها جزء صعب للغاية من الاستدلال المنطقي، وقد راجعتها مرارا وتكرارا على الورق باستخدام المخططات. ... أشكرك من أعماق قلبي على خطابك. لقد أسعدتني حقا؛ لأنني كنت قد تخليت عن الإله العظيم «شمولية التكوين» معتبرا إياه إلها ولد ميتا. أتمنى أن تتشجع لتوضيح المسألة، باستخدام قدراتك الباهرة على الشرح، في إحدى المجلات العلمية ...

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون، 28 فبراير [1868]

عزيزي هوكر

Halaman tidak diketahui