Kembali Ke Permulaan
عود على بدء
Genre-genre
فهممت أن أكر إلى ما أفضيت به إليها فى الصباح. وخفت أن ترتاع كما ارتاعت، وألفيتنى أستطيب ما أجد من حنوها على وأنسها بى، ومراضاتها لى. وحدثت نفسى آن فى وسعى أن أحبها بذلك الجانب من نفسى المكنون فى ضمير الفؤاد، لا لعطفها، بل لذاتها، ولحسن وجهها واكتمال آنوثتها. ولكن ما الرأى فيما نكبت به من هذا المظهر الصبيانى؟ ولأخلق بها أن تسخر منى أو تسايرنى ضاحكة لاهية.
وردنى ذلك إلى التفكير فى أمرى، وأمر زوجتى وولدى، ماذا صنع الله بهم؟ ماذا قالوا وفعلوا حين أصبحوا فوجدوا سريرى خاليا؟ أو وجدوا جسمى ممدودأ عليه ولا حياة فيه ولا روح؟ أليس واجبى أن أبتغى وسيلة إليهم، وأن أبلغهم أنى ما زلت حيا أرزق، وإن كنت قد مسخت طفلا، ليطمئنوا؟ وإنى لأجهل فى أية رقعة من الأرض أنا. وللذى صيرني غلاما قادر على أن ينفينى من الأرض ويقذف بى إلى كوكب أخر. ولكن أرى الناس هنا كما عهدت. فأنا ما زلت على الارض، وهم يتكلمون لغتى، فأنا فى بلادى، فليس لقاء أهلى بممتنع. ولكن هبنى لقيتهم فهل يعقل أن يصدقوا أن الطفل الأمرد هو رجلهم الذى اختفى بقدرة قادر؟ أو مات؟ وهبنى اتخذت التليفون وسيلتى إلى إبلاغهم ما كان ألا يعذرون إذا ظنوا أن غلاما يتماجن عليهم فى محنتهم؟ ولكن ألا أن تنوب عنى هذه الفتاة الكريمة فى أداء هذا الواجب؟ وماذا يكون حكم الله إذا ذعرت مرة أخرى وأغمى عليها؟ لا بأس من التجربة علي كل حال. ولنمض على حذر. والله المعين.
وسألتها: «أليس هنا تليفون»؟
فكأنما لطمتها على وجهها.
ولما أفاقت من دهشتها قالت: «يخيل إلى أنك تريد أن تطير لى عقلى فهل سلفت منى إساءة إليك حتى تعاملنى هذه المعاملة»؟
فسألتها مستغربا: «لماذا؟ ماذا قلت مما يمكن ان يحمل على هذا المحمل»؟
قالت: «تسأل عن التليفون كأنك لا تعرف ... وفى الصباح تقول لى إنك لا تعرف اسمى، ولم ترنى من قبل و...».
قلت: «ألا تزالين تسيئين بى الظن، وتحسبين أنى لا أقول الحق»؟
قالت: «رجعنا إلى ماكنا فيه صبحا! (وتنهدت) الأمر لله (وكأنما تذكرت فقالت) هل تعنى أنك لا تعرف أن فى البيت تليفونا»؟
قلت بابتسامة مرة: «وأنى لى أن أعرف؟ ألم أقل لك ...»؟
Halaman tidak diketahui