102

Catb Jamil

العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل

ذكر ما يقضي به الإنصاف

والإنصاف يقضي بأن في رواية الراوي مناقب أهل البيت أو شيعتهم دلالة ظاهرة على إيمانه وقوة يقينه ورغبته فيما عند ربه وزهده في المال والجاه والتهم بعيدة جدا عنه وفي هذا جبر لما قد يكون في بعضهم من ضعف من ضعف أو لين إن صح وإذا لم تشتهر بعض تلك المناقب فأسباب عدم شهرتها ظاهرة جلية وليس هناك غرابة لو لم يصل إلينا شيء منها ولكن الأمر بالعكس في مناقب بعض الناس فيحملنا النظر على أن نرجح أنه لو كان لبعضها أصل لتواترت واشتهرت وتسابق أهل الحديث لروايتها وللتعزز بها والتودد إلى من تسرهم واستفادوا بها ما شاءوا وشتان بين ما هذا شأنه وما يصلب أو يعرقب راويه كما تقدم ذكر نموذج من ذلك فراجعه

هذا بعض ما يتعلق بالأسانيد وتجدهم إذا ضاقت عليهم السبل في التكذيب والتضعيف اجتهدوا في مسخ المعاني بالتأويلات البعيدة والتحريفات السخيفة وإلقاء الشبه فيقولون في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) يعني مرتفعا بابها

ويقولون لا فضيلة خاصة يشهد بها قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) ويزعمون أنه لا حجة نيرة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) وقد تقدم ردنا على مسخهم حديث (ولا يبغضك إلا منافق) إلى ما يضيق صدر هذا المختصر بإيراد بعضه

Halaman 106